أثار إعلان مريب لدولة العراق والشام الإسلامية (داعش) بثته وكالة الأنباء الألمانية (د. ب.أ) أمس قلق العاصمة الأردنية عمّان، بعدمازعم شخص يدعى أبو محمد البكر بأن الأردن "سيصبح جزءاً من الدولة الإسلامية الذي يريد التنظيم إقامتها"، معلنا إنشاء فرع لدى المملكة لتجنيد مقاتلين وإرسال اسلحة الى العاملين في البلدان المجاورة، وعلى رأسها العراق. ولم يمض يوم واحد على هذا الإعلان، حتى ترأس العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني ظهر الأربعاء اجتماعا لمجلس الوزراء، أكد خلاله اطلاع الأردن "على تطورات الأوضاع في المنطة"، قائلاً في تصريح مقتضب بثته وكالة الأنباء الأردنية (بترا) إن "الأردن قادر دوماً على اتخاذ الإجراءات التي تحمي شعبه وأمنه واستقراره". وكانت الوكالة الألمانية نقلت عن البكر قوله إن "الأردن جار العراق إلى الغرب، سيستخدم كمركز للخدمات اللوجستية"، مؤكداً أنه لا يُعتزم شن هجمات على المملكة نفسها في الوقت الراهن. وأضاف أن "هدف الدولة هو إقامة الخلافة الإسلامية، سواء من خلال وسائل عسكرية أو غير عسكرية". وتابع "بمرور الوقت، وبغض النظر عن أي مسار، فإن الأردن سيصبح جزء من الخلافة الإسلامية وفقا لمشيئة الله". لكن زعيم السلفيين الجهاديين في جنوبالأردن محمد الشلبي الشهير ب"أبو سياف" نفى إنشاء فرع لتنظيم الدولة على الأرض الأردنية. وقال ل"الحياة": "لا يوجد نية إطلاقا لافتتاح فرع لتنظيم الدولة داخل الأردن، لا لدعم المقاتلين الاسلاميين في دول الجوار، ولا لأي أسباب أخرى". وأضاف: "ليس من مصلحة التنظيم توسيع دائرة المواجهة ونقلها إلى المملكة تحت أي مسوغ"، مشيراً إلى أن "ما ينشر من أخبار حول إنشاء فرع أردني لتنظيم الدولة الإسلامية يبعث على القلق (...) نخشى أن تؤدي هذه الأخبار والإشاعات إلى حملة اعتقالات جديدة في صفوف السلفيين الأردنيين". وكان التيار السلفي الأردني أعلن مراراً تدفق المئات من مقاتليه إلى سورية، وانخراطهم في المواجهات ضد قوات الرئيس بشار الأسد. وكشف التيار في آخر إحصائية له، أن هناك أكثر من ألفي مقاتل أردني يتوزعون على الكتائب التابعة لجبهة النصرة وتنظيم الدولة، قتل منهم العشرات منذ بدء الأزمة. وتحاول الحكومة الأردنية منع هؤلاء من عبور الحدود للانضمام إلى المعارك، التي طال أمدها. واعتقلت السلطات مئات السلفيين قبل تمكنهم الوصول إلى سورية، ويحاكم بعضهم الآن أمام محكمة أمن الدولة. ويقول الناطق باسم الحكومة الأردنية الوزير محمد المومني إن "الأردن كان دوما عرضة للتهديدات الإرهابية شأنه شأن بقية دول المنطقة". وأضاف ردا على إعلان الفرع الأردني، أن القوات المسلحة والأجهزة الأمنية الأردنية "قادرة على التصدي بكل حسم لأي تهديدات خارجية مهما كان مصدرها". وتابع أن بلاده "ستتصدى بحزم لأي جماعات أو تنظيمات دخيلة على الأردن، أو كيانات تفكر بالخروج عن القانون". من جهته، قال وزير الداخلية الأردني حسين المجالي خلال جلسة استماع أمام البرلمان إن "حدود الأردن مع العراق وسورية، باتت بيئة مناسبة لتنامي التطرف. وأضاف "على المجتمع أن يساهم في محاربة الإرهاب بكل الوسائل الممكنة، حتى لا تجد الدولة نفسها مضطرة في المستقبل لمحاربته بقوة السلاح". عسكريا، تفقد رئيس هية الاركان المشتركة الفريق اول الركن مشعل محمد الزبن اليوم واجهة الحدود الاردنية العراقية، حيث "قام بجولة شملت عددا من التشكيلات والوحدات العسكرية المتواجدة على الحدود من مختلف الصنوف والمراقبات الامامية" وفق بيان أصدره الجيش. وقال البيان إن "الزبن استمع الى ايجازات عسكرية من القادة حول مختلف الامور المتعلقة بواجبات ومهام هذه التشكيلات والوحدات، واطلع على مختلف الاجراءات المتخذة لحماية امن الحدود، ومنع اية محاولات للتسلل والتهريب، او اي محاولات من شأنها المساس بأمن المملكة ومواطنيها او حرمة اراضيها". وأضاف "أبدى قائد الجيش خلال الجولة التي رافقه فيها عدد من كبار الضباط توجيهاته للتعامل بكل حزم مع كل ما من شأنه تعكير صفو وامن المواطنين، وعدم السماح لاي كان من الاقتراب او اختراق اي شبر من حدود المملكة بصورة غير قانونية، واستخدام اقصى درجات القوة ومختلف انواع الاسلحة".