استراتيجية جديدة بدأ حرس الحدود الأردني يتعامل بها مع المقاتلين المتسللين إلى سوريا، أو إلى الأردن عبر حدودهما المشتركة، ، وهي إطلاق النار عليهم في جميع الحالات، وفقا لما تؤكده القيادة العامة للقوات المسلحة الأردنية. وأعلنت القيادة العسكرية أنها لن تتهاون مع كل من يحاول التسلل أو الدخول بالطرق غير المشروعة من وإلى الأراضي الأردنية. ويكمن سبب هذا التحول بحسب موقع "إرم نيوز" في عاملين رئيسين: الأول: الخشية من تجمع مقاتلي السلفية الجهادية الأردنيين داخل الأردن، على نحو يشكل خطرا أمنيا كبيرا على الدولة الأردنية، إذ يوجد في سوريا في الوقت الحالي ما بين ألف إلى ألفي مقاتل سلفي جهادي أردني، يتوزعون على تنظيمي الدولة الإسلامية في العراق والشام، وجبهة النصرة، إلى جانب خمسة آلاف مقاتل مسلح داخل الأردن نفسه. ويمتلك هؤلاء قدرات قتالية لا يستهان بها إلى جانب تعبئتهم الأيديولوجية ضد نظام الحكم في الأردن. يضاف إلى ذلك الرغبة في الثأر من النظام على خلفية ملاحقة الأجهزة الأمنية الأردنية للسلفية الجهادية، ودورها في تحديد مكان وجود أبو مصعب الزرقاوي، ومن ثم قصفه وقتله من قبل الطائرات الأمريكية عام 2006. الثاني: إجراءات رسمية أردنية تضعف قوة السلفيين الجهاديين في سوريا من خلال إعلان الأردن أن الحل السياسي وحده القادر على حل الأزمة السورية، والتماهي مع سعي الولاياتالمتحدةالأمريكية، وكل حلفائها باتجاه تعزيز القدرات العسكرية للجيش الحر، وتأهيله لحسم الموقف عسكريا مع التنظيمات السلفية الجهادية. ويبدو خيار المواجهة مع السلفيين هو الوحيد بالنسبة للأردن، بحسب الموقع، بعد أن حسمت واشنطن أمرها لجهة تعزيز القدرات العسكرية للجيش الحر بهدف تأهيله للقضاء على "السلفية الجهادية في سوريا"، ومن ثم السعي إلى توجيه الضربات الحاسمة لنظام بشار الأسد. ويقول محلل سياسي في عمان للموقع ذاته، إنه في حال انتصار النظام السوري (وهو أمر ليس مستحيلا في ضوء ارتفاع منسوب البراغماتية لدى كل من دمشقوواشنطن) فإنه من المتوقع أن يتعامل هذا النظام مع جميع دول الجوار، مثل "الثور الهائج"..! وشهد الأردن حالة من الهجرة العكسية للسلفيين الجهاديين الأردنيين باتجاه الأردن، لأسباب مختلفة من بينها العلاج من إصابات لحقت بهم جراء القتال ضد قوات النظام، وطول فترة غيابهم عن عائلاتهم. وتخشى السلطات الأردنية أن تكون عودتهم للأردن نهائية، بعد إصابتهم بحالة من الإحباط جراء الاقتتال بين مختلف التنظيمات الإسلامية، بما في ذلك التنظيمين السلفيين الرئيسين، الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش)، وجبهة النصرة.