نيودلهي، إسلام آباد - أ ف ب، يو بي آي - اعتقلت الشرطة الهندية ثلاثة أشخاص من إقليم كشمير ذي الغالبية المسلمة، غداة مقتل 12 شخصاً في اعتداء دامٍ استهدف مقر المحكمة العليا في نيودلهي، ما أدى إلى تكرار رئيس الوزراء مانموهان سينغ الاعتراف بوجود «نقاط ضعف» في هيكلية تنظيم جهاز الأمن الداخلي. وشملت الاعتقالات الشقيقين خوجة محمود عزيز وشقيقه خالد عزيز اللذين يملكان مقهًى للإنترنت في كشتوار جنوب ولاية جامو وكشمير الهندية، وعاملاً في المقهى ذاته، ونُشرت صورتا شخصين يشتبه، وفق شهود، في تورطهما بالهجوم، كما واصلت البحث عن سيارة قد يكون منفذو الاعتداء استخدموها. في غضون ذلك، واصل المحققون تحرياتهم في صحة رسالة إلكترونية تبنت فيها حركة الجهاد الإسلامي الهجوم، للمطالبة بإلغاء حكم صدر عام 2004 بإعدام كشميري لتورطه في اعتداء ضد البرلمان عام 2001، وكذلك في تبني حركة ثانية هي «المجاهدون الهنود» الهجوم مهددة باستهداف مركز تجاري الأسبوع المقبل. وصرّح رئيس الوزراء سينغ بعد عودته إلى الهند إثر زيارة رسمية لبنغلادش: «نملك بعض الاحتمالات، لكن من السابق لأوانه تحديد الحركة التي نفذت الاعتداء». وأضاف: «الواضح أن الإرهابيين يستغلون نقاط ضعف في نظامنا، يجب أن نعمل بقوة لمعالجتها»، مع العلم أن الصحف الهندية التي نشرت على صفحاتها الأولى صور جثث دامية انتقدت «تراخي» إجراءات الأمن وعجز السلطات عن الحيلولة دون وقوع اعتداءات ومعرفة مرتكبيها. وتعرضت الهند في 13 تموز (يوليو) الماضي لثلاثة اعتداءات في مومباي أسفرت عن 26 قتيلاً وأكثر من 100 جريح، ولم تتضح ملابساتها حتى الآن، على رغم كونها الأكثر عنفاً في العاصمة الاقتصادية للبلاد منذ هجمات 2008 حين سقط 166 قتيلاً. على صعيد آخر، أعلن الجيش الباكستاني مقتل أحد جنوده بعيارات نارية أطلقتها قوات حرس الحدود الهندية عليه في إقليم كشمير المتنازع عليه بين البلدين. وأفاد الجيش الباكستاني بأن «جنوداً هنوداً أطلقوا النار في شكل غير مبرر في قطاع كيل بوادي نيلام في كشمير، وقتلوا أحد جنودنا»، علماً أن الحادث يبرز هشاشة العلاقات بين البلدين اللذين خاضا ثلاث حروب منذ استقلالهما عن بريطانيا عام 1947، بينها اثنان بسبب كشمير. وكان ثلاثة جنود باكستانيين قتلوا في إطلاق نار عبر الحدود في المنطقة ذاتها الأسبوع الماضي، لكن يستبعد أن توقف هذه الحوادث الجهود التي بذلها البلدان في الشهور الأخيرة من أجل تحسين العلاقات. واستأنفت الهند وباكستان في شباط (فبراير) الماضي عملية سلام رسمية كانت توقفت بعد هجمات مومباي عام 2008، والتي اتهمت نيودلهي جماعة «عسكر طيبة» المتشددة في باكستان بالوقوف خلفها.