نيودلهي، نيويورك – رويترز، أ ف ب - أعلنت باكستان في اختتام محادثات ثنائية رسمية عقدها وزير داخليتها تشودري قمر الزمان مع نظيره الهندي غوبال بيلاي في نيودلهي، وسبقت حضور رئيس الوزراء الباكستاني يوسف رضا جيلاني ونظيره الهندي مانموهان سينغ المباراة المقررة لمنتخبي بلديهما في الدور نصف النهائي لبطولة العالم للكريكت في مدينة موهالي الهندية اليوم، أنها ستسمح لمسؤولي أمن هنود بإجراء تحقيقيات على أراضيها تتعلق بالهجمات التي استهدفت مدينة مومباي عام 2008، ما يشكل خطوة مهمة لبناء الثقة التي تطالب بها نيودلهي منذ فترة طويلة. ولم يحدد بيان مشترك موعد زيارة المحققين الهنود لباكستان، لكن وفداً باكستانياً سيسافر إلى الهند خلال أربعة أو ستة أسابيع. واتفق الجانبان أيضاً على فتح خط ساخن لمناقشة تهديدات الإرهاب، مع العلم أن المحادثات التي اختتمت أمس تمهد الطريق لاجتماع وزاري مقرر في تموز (يوليو) المقبل لبحث قضايا مثل اقليم كشمير المتنازع عليه وجهود شن حملة على الإرهاب. وكانت نيودلهي علقت علاقاتها مع إسلام آباد بعد هجمات مومباي التي قتل فيها 166 شخصاً، وحمّلت الهند مسؤوليتها لمتشددين باكستانيين يعملون بالتواطؤ مع عناصر جهاز الاستخبارات الباكستاني. كما شعرت الهند بإحباط من إحجام باكستان عن محاكمة مرتكبي عمل إرهابي، ما غذى مناخ عدم الثقة الناتج من ثلاث حروب نشبت بين البلدين منذ استقلالهما عن بريطانيا عام 1947. على صعيد آخر، قتل 14 عنصراً من قوات حرس الحدود الباكستانية في اشتباكات اندلعت مع مسلحين هاجموا قوات الأمن في منطقة أكا خيل في بارا بإقليم خيبر القبلي (شمال غرب). ونقلت قناة «دنيا» الباكستانية عن قائد عسكري قوله إن «قذيفة هاون انفجرت من طريق الخطأ لدى إطلاقها رداً على هجوم المتمردين الذين تزودوا أسلحة رشاشة، ما أدى إلى مقتل 14 جندياً بينهم ضابطان أحدهما برتبة كولونيل». وفي كلمة ألقاها أمام مجموعة «ايجيا سوسايتي» للبحوث التي تتخذ من نيويورك مقراً لها، أعلن كبير المسؤولين المدنيين في الحلف الأطلسي (ناتو) مارك سيدويل ان باكستان منهمكة كثيراً في محاربة الناشطين الإسلاميين على أراضيها، وغير قادرة على تقديم دعم لقوات الحلف في أفغانستان المجاورة. وقال: «موقف القوات الباكستانية يميل الى التشدد مع مجموعات المتمردين الذين نالوا دعم الدولة في السابق»، موضحاً أن عمل القوات الباكستانية محدود، ولا تستطيع تنفيذ شيء كبير لمنع المتطرفين من التوجه الى أفغانستان لمحاربة قوات الحلف الأطلسي. وأضاف: «يقول الناس أحياناً ان الباكستانيين يجب أن يتحركوا في شكل أكبر، لكنهم فقدوا في الواقع عدداً كبيراً من الجنود في معارك ضد مجموعات تستهدفهم». وطالب سيدويل الحكومات الغربية بالامتناع عن ممارسة ضغط على الحكومة الباكستانية. وقال: «اذا استمرينا في القول اننا سنمنح او سنسحب خدمة ما فسيتحولون الى اي طرف آخر، وهذا ما حصل في الماضي».