واشنطن، نيودلهي – رويترز، أ ف ب - أكد مسؤولون اميركيون وباكستانيون ان رئيس الاستخبارات الباكستانية اللواء أحمد شجاع باشا حقق خلال لقاءات قصيرة اجراها في واشنطن مع مايكل موريل القائم باعمال مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إي) ومسؤولين استخباراتيين آخرين، تقدماً في مساعي رأب الصدع في العلاقات التي توترت منذ ان قتلت وحدة كوماندوس اميركية زعيم تنظيم «القاعدة» اسامة بن لادن في بلدة أبوت آباد الباكستانية في الثاني من ايار (مايو) الماضي، من دون ان تعلم إسلام آباد. وسعا الجانبان الى تجديد روابط التعاون بينهما والتحرك قدماً في علاقة تواجه تحديات كثيرة. وقال مسؤول اميركي طلب عدم كشف اسمه إن «المحادثات سارت بشكل طيب جداً». وأضاف من دون تقديم مزيد من التفاصيل: «اتفق الجانبان على عدد من الخطوات ستحسن الأمن القومي الباكستاني والأميركي». وصرح مسؤول رفيع في السفارة الباكستانيةبواشنطن أن «الاجتماعات ساعدت في استقرار الشراكة الاستخباراتية بين البلدين». على صعيد آخر، واصلت الشرطة الهندية جهودها لإحراز تقدم في التحقيق حول التفجيرات الثلاثة المتزامنة التي استهدفت مومباي الاربعاء الماضي، وأسفرت عن سقوط 17 قتيلاً، في ظل عدم توافر ادلة تسمح بكشف المنفذين وظروف طقس غير مناسبة. ويخشى المحققون ان تزيل الأمطار الموسمية الغزيرة التي هطلت على العاصمة المالية للهند خلال الساعات ال48 الاخيرة، ادلة اساسية في مواقع التفجيرات التي توزعت على حيين تجاريين مكتظين في جنوب مومباي وحي سكني شمالاً. وقال راكيش ماريا، قائد قوات مكافحة الارهاب في ولاية ماهاراشترا وعاصمتها مومباي، إن «الامطار الموسمية تعرقل جهود شرطة الادلة الجنائية التي تحتاج الى مزيد من الوقت لتقديم توضيحات جديدة حول العبوات المتفجرة». وكشف تحليل اجرته فرق الأدلة الجنائية لحطام لمواد جُمعت في المواقع الثلاثة، ان القنابل التي زرعت في الشوارع المكتظة صنعت من نيترات الامونيوم، وهو سماد يستعمل غالباً في تحضير عبوات متفجرة يدوية الصنع. وتواصل الشرطة اعمال التدقيق الشاقة في اشرطة صورتها كاميرات مراقبة في المواقع الثلاثة المستهدفة خلال ساعة من الزحمة القصوى. ورجح وزير الداخلية ب. شيدامبارام ان يكون المسؤولون عن الاعتداء «جماعة صغيرة جداً تنشط في السرية»، ما يمهد لاتهام باكستان، الدولة الخصم للهند، كما يحصل بعد كل عمل ارهابي يستهدف الهند. وتتهم نيودلهي الدولة المجاورة بتحريض ومساعدة جماعات اسلامية لشن هجمات على اراضيها، لا سيما هجمات مومباي في تشرين الثاني (نوفمبر) 2008، حين شن مسلحون هجوماً في المدينة استغرق 60 ساعة وأدى الى مقتل 166 شخصاً. لكن تصريحات وزير الداخلية اشارت الى عدم توافر معلومات فعلية حول هوية منفذي التفجيرات الثلاثة، علماً ان الهند شهدت العام الماضي سلسلة تفجيرات باستخدام قنابل لم يُكشف ايٌّ من منفذيها، وآخرها في بون (غرب) في شباط (فبراير) 2010، حين سقط 16 قتيلاً. ونسبت اعتداءات سابقة الى مجموعتي «مجاهدي الهند» و «عسكر طيبة» اللتين تتخذان من باكستان مقراً لهما. واتهمت نيودلهي إسلام آباد بتنفيذ اعتداءات تشرين الثاني 2008. وسبق ان استخدم «مجاهدو الهند» نيترات الامونيوم، وتبنوا عدداً من الاعتداءات الدامية خلال السنوات الاخيرة. لكن قائد شرطة مومباي لمكافحة الارهاب رفض الخوض في تكهنات، وبدا حذراً في التعليق على معلومات صحافية تحدثت عن العثور على رأس مقطوعة وجثة حولها اشرطة كهربائية في احد المواقع المستهدفة، ما يوحي بعملية انتحارية. ولخصت صحف هندية العملية بعنوانين معبرين هما: «الشرطة في الضباب» و «الحكومة في الظلمة». الى ذلك، قتل 3 مسلحين وجرح جنديان في اشتباكات بمحافظة كوبوارا في الشطر الهندي من إقليم جامو وكشمير المتنازع عليه مع باكستان. ونقلت وسائل إعلام هندية عن ناطق عسكري قوله إن «القوات الأمنية اشتبكت امس مع مسلحين اختبأوا في منزل بمنطقة لولاب في كوبوارا». «ووردت تقارير عن مقتل 3 مسلحين حتى الآن. وما زال إطلاق النار جارياً». وقالت مصادر رسمية إن جنديين جُرحا في الاشتباكات التي اندلعت خلال عملية تفتيش أطلقتها القوات الأمنية فجراً في لولاب بعد معلومات عن وجود مسلحين أجانب. يذكر ان اشتباكات متقطعة تحدث احياناً بين المسلحين وقوات الجيش الهندي في الجزء الهندي من اقليم كشمير .