انتقد عدد من سكان محافظة القطيف، الوضع «المتردي» للميادين العامة في مدن المحافظة وقراها، مشيرين إلى «الوعود» التي أطلقتها أمانة المنطقة الشرقية وبلدية القطيف خلال السنوات الماضية، لتحسين وضع هذه الميادين وتطويرها، دون ترجمة هذه الوعود على أرض الواقع، إذ لا يزال بعضها «أرضاً جرداءً» من دون معالم ترمز إلى تاريخ المنطقة وحضارتها. ودعا البعض، الهيئة العامة للسياحة والآثار، إلى «لعب دور في تطوير الميادين والدورات، لتعبر عن البعد الحضاري للمكان، الذي توجد فيه، ما يسهم في جذب السياح والزوار». وكان فنانون تشكيليون ومعماريون، عرضوا على بلدية القطيف، تصاميم لمجسمات ومعالم جمالية، لتقام في مدن المحافظة وقراها. «إلا أن البلدية لم تبد اهتماماً بما عرضناه، بل طوت هذه المبادرات، وأصبحت من الماضي» بحسب قولهم، داعين إلى «مبادرات فعالة» من قبل أمانة الشرقية، وبلدية القطيف، والهيئة العامة للسياحة، لإيجاد معالم تاريخية في الميادين والدورات التي تكتظ بها الشوارع»، مشيرين إلى أن بعضها «أنشئ منذ سنين، ولا زالت خالية من أي معلم، سوى أكوام الرمال، أو النخيل فقط. فيما أصبح بعضها الآخر ملاذاً لتجمع العمال الأجانب، خلال إجازة نهاية الأسبوع، أو الإجازات الرسمية». ويبدي منير محمد، حسرة على وضع الميادين في مدينة سيهات، وبخاصة حين يقارنها بما يراه في دول أخرى يزورها أثناء سفره. ويقول: «تستغل هذه المساحات في دول أخرى لإبراز معالم البلاد الحضارية والتاريخية، مما يعكس هوية شعوبها وثقافتهم، وتحتل حيزاً جميلاً في انطباع الزائر لهذا البلد، وترسخ لديه صورة إيجابية عن ناسها وشعبها». ويلقي منير بجزء من اللوم على بعض رجال الأعمال، «لعدم مبادرتهم إلى تشييد الميادين، بالتنسيق مع البلدية، التي ربما تعتذر عن عدم إنشائها بعقبات مالية»، مقترحاً ان يتم «وضع اسم المتبرع بتشييد الميادين في لوحة داخله، تتضمن اسم الميدان وتاريخ الإنشاء واسم المتبرع». ويستنكر يوسف الماجد، الذي يسكن في جزيرة تاروت، «تحول بعض الميادين إلى مرمى للنفايات، ومكان لتجمع الأوبئة وبقايا الأمطار شتاء، في ظل غياب الاهتمام الملموس من جانب البلدية»، مضيفاً أنه «في أيام العيد والإجازات، تكتظ محافظة القطيف بمختلف مدنها وقراها، بالزائرين، خصوصاً الأشقاء من مجلس التعاون الخليجي، وعلى رغم النشاط السياحي الذي تشهده، إلا ان البلدية لا تفكر في تنصيب معالم ومجسمات تعكس تاريخ المحافظة القديم، لتعريف الزوار بحضارتها وعراقتها». ويلفت علي الموسى، إلى أن الميدان الرئيس في الواجهة البحرية في القطيف، وعلى رغم اتساعه، يحوي «أكواماً من الرمال، ولم تبادر البلدية طوال السنوات الماضية، إلى إنشاء معلم تاريخي فيه»، مبيناً ان «بعض الميادين في المحافظة تم تشييدها من جانب بعض رجال الأعمال، الذين أرادوا الترويج لأنفسهم، أو استشعروا خدمة المجتمع، من خلال تجميل الشوارع والميادين الفارغة».