لا يكاد ناب الذئب، يفارق صدر أبو عبدالله منذ نحو ثلاث سنوات، وارتداء هذا الأربعيني الناب على شكل قلادة، ليس من باب حب اقتناء الأشياء الغريبة ، فهو على حد تعبيره «للعلاج، بعد أن يئست من كل الحلول التي قدمت لي». فهو يعتقد أنه مصاب ب «العين». ويقول: «أعمل موظفاً في أحد المصارف منذ سنوات طويلة، وراتبي مجزي، إلا أن العين لا تفارقني، فسيارتي وإن كانت جديدة، إلا أنها سريعة العطب، وإن اشتريت شيئاً ما لأبنائي؛ فسرعان ما يصبح غير صالح للاستخدام، إضافة إلى إصابتي بأمراض عدة، خلال فترات قريبة». وتوجه أبو عبدالله، إلى الرقاة الشرعيين، الذين أكدوا له أن الحالة التي يعيشها سببها إصابته بالعين (الحسد)، ما دفعه إلى السفر إلى إحدى الدول العربية، ونصحه شخص هناك بارتداء ناب ذئب. وشدد على أن يكون الذئب عربياً، وليس سيبيرياً. ويردف «اشتريته منذ نحو عام، بقيمة مئتي ريال، وارتديته، وبدأت اشعر بتحسن كبير». أما هبة عبدالله، فأصبحت بعد سكنها في منزلها الجديد، «أكثر خوفاً من ذي قبل، حتى أنني كنت أخشى من سماع أي صوت، إذ أصاب بالهلع، وعدم القدرة على النوم» بحسب قولها، مضيفة «ما فاجأني أن أضع الأشياء في مكان، وأجدها في آخر، أو أسمع أصواتاً بعيدة، وكأن مجموعة من البشر يتحدثون». وتلقت هبة، نصيحة بشراء رأس أفعى، ووضعه في المنزل، «للحماية من الجن والشياطين»، مضيفة «على رغم عدم اعتقادي بهذه الأشياء، إلا إنني استسلمت ووضعتها، وربما يكون تماشياً مع المثل القائل: «الغريق يتعلق بقشة»، فقد قبلت بشراء رأس الأفعى، بقيمة 500 ريال، إلا أن الأمور التي كنت اسمعها لم تتوقف، لكنها أصبحت أقل بكثير. كما نصحوني بوضع الملح الخشن، وسكين تحت مخدتي، استناداً إلى معتقد شائع جداً، بأن الملح الخشن والسكين يطردان الجن». وبحثت أروى كثيراً عن «عين أفعى»، بعد إصابتها بأمراض عدة، بداية من الصداع النصفي، حتى ارتفاع ضغط الدم. وتقول: «وظيفتي مرموقة، وأتقاضى عنها راتباً كبيراً، ما جعل القريب والبعيد ينظر إلى هذا الراتب، وهذا ما اقتنعت به، بعد أن شعرت بأن ما أمر به ليس طبيعياً، بدءاً من الكوابيس المزعجة، والآلام المختلفة في جميع أنحاء جسدي. كما أصحو من النوم، من دون أي نشاط، وتلازمني فكرة الاستقالة، حتى أقنعتني إحدى صديقاتي، باقتناء عين أفعى، على أن أقوم بارتدائها كقلادة، وبحثت عنها مدة طويلة، ولم استطع العثور عليها إلا خارج المملكة، وبلغ سعرها 300 ريال، وإلى الآن لم اشعر بأي تحسن، إلا إنني أحاول أن استيقن بما يقال عن عين الأفعى، وأنها تشكل رادعاً ومصداً لعيون الحاسدين». راقٍ شرعي: الجن والشياطين يتحايلون علينا !