طهران، أمستردام - «الحياة»، رويترز، أ ف ب -دعا مرشد الجمهورية الإسلامية في إيران علي خامنئي مسؤولي البلاد أمس، الى حماية الانتخابات النيابية المقررة في آذار (مارس) المقبل، «مثل نعمة إلهية»، لتجنب تحوّلها «تحدياً للأمن القومي». كما حذر من أن أحداث المنطقة هي مجرد «بداية لمشوار طويل»، معتبراً أنها «مصيرية للشعوب المسلمة» التي دعاها الى «منع الأعداء من مصادرة انتصاراتها». وشدد على ضرورة «الاتحاد والتلاحم بين الشعب والمسؤولين، وبين المسؤولين»، لافتاً الى أن «نتائج صمود السنوات الثلاثين الماضية تجلّت، والمرحلة الراهنة تُعتبر من الأكثر تألقاً تاريخياً في حياة الشعب الإيراني». وقال خامنئي في خطبة صلاة عيد الفطر: «لدينا انتخابات في نهاية السنة (الإيرانية). وإلى حد ما، شكلت الانتخابات دوماً تحدياً للبلاد. ومقارنة بانتخابات تُنظّم في دول أخرى، وبلدان تُعتبر متقدمة حيث هناك الكثير من الخيانة والضغينة والصراعات، وحتى القتل، نشكر الله أن بلادنا ليست كذلك، لكن (الانتخابات) تشكل تحدياً، يجب أن نحرص على ألا يضرّ بأمن البلاد». واستدرك: «بسبب أحداث المنطقة، تتبلور مرحلة مهمة من تاريخ العالم. علينا ان نكون حذرين جداً ومتيقظين في هذه الحقبة التاريخية المصيرية. إذا حدثت مضايقات وضغينة وخلافات وأذى بيننا، لن نتمكن من تنفيذ واجباتنا المهمة. هذه ضرورة أساسية لبلادنا. على السلطات حماية الانتخابات مثل نعمة إلهية». ونبّه الى أن أي اضطرابات قد تشهدها الانتخابات، ستكون «دليلاً جديداً على تدخل أعداء إيران». وتطرّق خامنئي الى «الصحوة الإسلامية في المنطقة»، مشيراً الى أن «العالم الإسلامي يشهد أحداثاً كبرى»، وتساءل: «من كان يتصوّر أن يتساقط عملاء أميركا والصهيونية في المنطقة واحداً تلو الآخر؟ ومن كان يعتقد بأن ثمة يداً قادرة على تحطيم هذه الأصنام؟ يد الشعوب حطّمت هذه الأصنام، وعلى الجميع النظر الى الأمة الإسلامية من هذا المنظار». لكنه حذر من أن «الأمر لم ولن ينتهي عند ذلك، فهذا بداية مشوار طويل». ان «أحداث مصر وتونس واليمن وليبيا والبحرين ودول أخرى، مصيرية للشعوب المسلمة. اذا تغلّبت إرادة الشعوب المسلمة على الذين يريدون التدخل في شؤونها، ستشهد حركة تقدم لفترات طويلة، ولكن إذا استطاع عالم الاستكبار والصهيونية العالمية، خصوصاً النظام الأميركي الاستكباري، ركوب موجة (الثورات) والسيطرة عليها، سيعاني العالم الإسلامي مشاكل ضخمة لعشرات السنين». وحضّ «الشعوب المسلمة، في مصر وليبيا وتونس واليمن وسائر الدول، على منع الأعداء من مصادرة انتصاراتها»، قائلاً: «هذه القوى كانت حتى الأمس القريب تساعد النظام الحاكم الظالم في ليبيا، لكنها تدعي الآن أنها صاحبة القضية، وعلى الشعب الليبي الحذر حيال هؤلاء المتسلطين». وأعرب خامنئي عن «قلقه الشديد إزاء الوضع في البحرين، واضطهاد الشعب البحريني وقمعه»، مشيراً الى «وعود قُطِعت له، ولا تُنفذ». في غضون ذلك، أعلنت شركة أمن الانترنت «فاسكو» التي تتخذ مدينة شيكاغو مقراً، ان فرعها في هولندا، «ديجينوتار»، اكتشف في 19 تموز (يوليو) الماضي أن الحكومة الإيرانية ربما نفذت هجوم قرصنة، أتاح لها قراءة رسائل إلكترونية على بريد موقع «غوغل»، لمعارضين اعتقدوا بأنهم يستخدمون وسائل اتصال آمنة. وأفادت «غوغل» على مدونتها للأمن بأن «المتضررين كانوا في إيران في شكل أساسي». وفي باريس، حذر الرئيس نيكولا ساركوزي ايران من احتمال توجيه ضربة وقائية لمنشآتها النووية اذا ما اصرت على طموحاتها في هذا المجال، مع تأكيده ان مثل هذه العملية ستؤدي الى «ازمة كبيرة». وقال ساركوزي، في الاجتماع السنوي لسفراء فرنسا في الخارج، «ان طموحاتها (ايران) العسكرية النووية والصاروخية تشكل تهديدا متناميا يمكن ان يؤدي الى ضربة وقائية للمنشآت الايرانية الامر الذي سيؤدي الى ازمة كبيرة لا ترغب فرنسا فيها بتاتا».