طهران, يو بي أي، اعتبر مرشد الثورة الإسلامية في إيران السيّد علي خامنئي اندلاع الثورات والانتفاضات في بعض الدول الإسلامية، من أهم قضايا العالم الإسلامي التي يمكن أن تغيّر مصير الأمة، وتبشّر بمستقبل مفعم بالتطور، داعياً الشعوب المنتفضة للمضي بهذا الطريق ومواصلة الصمود واليقظة أمام مكائد القوى الكبرى. ونقلت وسائل إعلام إيرانية عن خامنئي قوله في نداء وجهه للحجاج، أن هذه الأحداث أطاحت في مصر وتونس وليبيا "بالطواغيت المتفرعنين الفاسدين العملاء"، وفي بعض البلدان الأخرى تتصاعد أمواج الثورات الشعبية لتهدّد قصور المال والقوّة بالإبادة والانهدام. وأضاف أنه بالرغم من سيطرة الحكام العلمانيين وما بذلوه من سعي في السر والعلن لعزل الدين عن الحياة في هذه البلدان، "فإن الإسلام قد صار هاديا وموجّهًا للألسن والقلوب بنفوذٍ وحضور باهر وعظيم، وبعث الحياة في أقوال الجماهير المليونية وأعمالهم وفي تجمعاتهم ومواقفهم" معتبرا الانتخابات الأخيرة في تونس بانها برهان قاطع على ذلك". وقال إنه "لا ريب فإن الانتخابات الحرّة في أي بلد إسلامي آخر لن تكون نتائجها مغايرة لما حدث في تونس". وأضاف ان الشعوب وبما وهبها الله من هذه القوة "قادرة أن تغيّر مصيرها وتجعل النصر الإلهي من نصيبها". واشار خامنئي الى محاولات "الدول المستكبرة" وعلى رأسها أميركا لممارسة أحابيلها السياسية والأمنية، من اجل إخضاع حكومات المنطقة والسيطرة الاقتصادية والثقافية والسياسية المتزايدة على هذا الجزء الحسّاس من العالم. وقال ان هذه الدول تواجه الان "أمواجاً من السخط والرفض والنفور من شعوب المنطقة، ومما لا شك فيه أن الأنظمة المنبثقة عن هذه الثورات سوف لا تنصاع أبدا لحالة عدم المساواة المهينة السابقة، وسوف تتغير الجغرافيا السياسية لهذه المنطقة بيد الشعوب وفي اتجاه التحقيق التام لعزّتها واستقلالها". وأضاف أن "الطبيعة المزوّرة والمنافقة" للقوى الغربية قد انكشفت لشعوب هذه البلدان وان أميركا وأوروبا بذلتا كل ما في وسعهما بشكل من الأشكال لإبقاء صنائعهما في مصر وتونس وليبيا، وحين تغلّب عزم الشعوب على ما أرادوه، توجّهوا إلى هذه الشعوب المنتصرة بابتسامة صداقة مزوّرة". وشدد مرشد الثورة الإسلامية الإيرانية على أن الأمة الإسلامية بأجمعها وخاصة الشعوب الناهضة بحاجة إلى عنصرين أساسيين الاول هو مواصلة النهوض، والحذر الشديد من وهن العزم الراسخ، والثاني "الوعي واليقظة أمام ما يكيده المستكبرون الدوليون والقوى التي صُفعت جرّاء هذه الثورات والنهضات". واضاف ان الغرب وأميركا والصهيونية اليوم أكثر ضعفا من أي وقت مضى، فالمشاكل الاقتصادية، والهزائم المتتالية في أفغانستان والعراق، والاعتراضات العميقة الشعبية في أميركا والبلدان الغربية الأخرى التي اتسعت يومًا بعد يوم، ونضال الشعب الفلسطيني واللبناني وتضحياتهما والنهوض البطولي للشعوب في اليمن والبحرين وبعض البلدان الأخرى القابعة تحت نفوذ أميركا، "كل هذا يحمل بشائر كبرى للأمة الإسلامية وخاصة للبلدان الثائرة الجديدة". ودعا "المؤمنين من الرجال والنساء في جميع أرجاء العالم وخاصة في مصر وتونس وليبيا الى ان يستثمروا أكثر فأكثر هذه الفرصة لإقامة القوة الدولية الإسلامية".