مدَّد ليل اول من امس، مجلس الأمن مهمة القوات الدولية العاملة في جنوب لبنان (يونيفيل) لمدة سنة إضافية، لكنه دان «بشدة الاعتداءات التي استهدفت في ايار (مايو) وتموز (يوليو) الماضيين هذه القوات. وجاء في القرار أن مجلس الأمن يدين «بأقسى العبارات الاعتداءات الارهابية على قوة الأمم العاملة في جنوب لبنان» في 27 أيار و26 تموز الماضيين»، في وقت دعا مندوب لبنان الدائم لدى الأممالمتحدة السفير نواف سلام، المنظمةَ الدولية «إلى وضع حد للانتهاكات الإسرائيلية للسيادة اللبنانية». وتبنى مجلس الأمن بالإجماع قراراً بتمديد مهمة «يونيفيل» حتى 31 آب (أغسطس) 2012، وأشاد بالدور الإيجابي الذي تلعبه القوة الدولية «والذي ساعد انتشارها مع الجيش اللبناني في ايجاد جو إستراتيجي جديد في جنوب لبنان». وندد المجلس ب «الاعتداءات الإرهابية» التي تستهدف «يونيفيل»، وحض كلَّ الأطراف «على الالتزام بواجب احترام سلامة «يونيفيل» وموظفي الأممالمتحدة الآخرين وضمان حرية تحركهم من دون عوائق». وقال ديبلوماسي غربي إن «مجلس الامن بتبنّيه هذا القرار، أعرب مرة اخرى عن دعمه لقوة الاممالمتحدة العاملة في جنوب لبنان، التي تؤدي دوراً حاسماً في منطقة عدم استقرار غير مسبوق». مندوب لبنان وقال سلام إن بلاده «تؤكد التزامها بالتطبيق الكامل للقرار 1701 الذي تبناه مجلس الأمن قبل خمس سنوات»، وطالب الأممالمتحدة ب «وضع حد لتهديدات إسرائيل وانتهاكاتها للسيادة اللبنانية، والسماح بتطبيق القرار والانتقال من الوضع غير المستقر إلى وقف الأعمال العدائية، ثم إلى الوقف الدائم لإطلاق النار». وأضاف سلام، خلال جلسة مجلس الأمن: «نعتقد ان أهداف القرار 1701 وبنوده تُقوَّض مع كل انتهاك تقوم به إسرائيل لمجالنا الجوي، وكلِّ تعدٍّ على مياهنا الإقليمية، وكلِّ عقبة لترسيم الخط الأزرق. ومرة أخرى، تواصل إسرائيل، لانتهاك السيادة اللبنانية بشكل ممنهج، استخدامَ دعاوى تهريب السلاح، ومرة أخرى، نطالب بتقديم الأدلة للسلطات اللبنانية ويونيفيل من خلال الآلية الثلاثية، بهدف التحقق واتخاذ موقف على الفور». وتحدث عن «الاستخدام الإسرائيلي للقوة المفرطة ضد المتظاهرين المدنيين في جنوب لبنان في 15 أيار (مايو) الماضي، والذين كانوا غير مسلحين، وتم إطلاق النار عليهم وهم داخل الأراضي اللبنانية». كما تحدث عن مواصلة إسرائيل احتلالها لقرية الغجر اللبنانية، مشدداً على ضرورة «إغلاق ملفات قرية الغجر ومزارع شبعا وكفرشوبا، بانسحاب إسرائيل من تلك المناطق»، وتطرق إلى انتهاك اسرائيل للمياه الإقليمية اللبنانية. اما السفير الإسرائيلي لدى الأممالمتحدة رون بروسور، فقال خلال الجلسة: «إن قوات «يونيفيل» تقوم بدور حيوي في تعزيز الاستقرار في المنطقة»، وأكد التزام بلاده «بالتعاون مع الأممالمتحدة لضمان التطبيق الكامل للقرار 1701 الذي أنهى الأعمال العدائية بين إسرائيل وحزب الله». لكنه أشار إلى أنه «فيما نجتمع هنا، تقف تهديدات خطيرة للسلم والأمن في لبنان أمام التطبيق الكامل لهذا القرار. إن جماعة «حزب الله» تُواصِل بشكل سريع بناء ترسانتها من الأسلحة المتقدمة وتوسِّع وجودها العسكري في أنحاء لبنان، بما في ذلك جنوب نهر الليطاني، والآن يوجد عشرات الآلاف من القذائف والصواريخ المعقدة في يد تلك الجماعة الإرهابية». وأضاف: «ان حزب الله يسعى إلى الحصول على أسلحة أكثر تقدماً، من خلال عمليات نقل منسقة ومشتركة لأسلحة غير مشروعة، تُمِدّه بها إيران وتيسِّر الحصول عليها سورية بشكل مباشر عبر الحدود السورية اللبنانية». وقال بروسور: «ان الحكومة اللبنانية تواصل القيام بأعمال استفزازية على طول الخط الأزرق، على رغم التزامها بتطبيق القرار 1701». وادعى «أن جندياً لبنانياً أطلق النار في الأول من شهر آب على القوات الإسرائيلية جنوب الخط الأزرق»، وقال: «إن تلك الحادثة ليست منفردة»، مشدداً «على ضرورة أن تقوم الحكومة اللبنانية بمنع تكرار مثل تلك الحوادث في المستقبل، وأن يعمل المجتمع الدولي على منع الأعمال الاستفزازية ويوجِّهَ رسالة واضحة للبنان، مفادها أن مثل تلك الأعمال قد تؤدي إلى تصعيد خطير».