أدى رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي صلاة عيد الفطر السعيد في الجامع المنصوري الكبير في طرابلس، بمشاركة وزير المال محمد الصفدي ووزير الدولة أحمد كرامي والنائبين سمير الجسر ومحمد كبارة، والنائب السابق مصطفى علوش والوزير السابق عمر مسقاوي والمدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي، وشخصيات سياسية ودينية وعسكرية واجتماعية وأهلية. وأم المصلين مفتي طرابلس والشمال الشيخ مالك الشعار الذي حضّ على «التلاقي والتصافي بالتسامح»، مؤكداً ان «وحدة طرابلس والبلد أعظم بكثير من أي خلاف سياسي أو شخصي»، ونبه الى «اننا مقبلون على أيام عصيبة كما يقول كثير من أرباب السياسة وآمل ألا يكون ونحن أحوج ما نكون الى وحدة الكلمة». ودعا اللبنانيين الى ان يكونوا «سداً منيعاً أمام أي فتنة تحاك أو تدبر». وقال: «أما أولئك الذين يتوعدون ويهددون ويزمجرون فهم ضعفاء المنطق والحجة، ويدورون حول أنفسهم ومصالحهم وارتباطاتهم، والأقوياء هم الذين يقدمون مصلحة الوطن وأمنه واستقراره على إنتمائهم السياسي والحزبي والمذهبي، ولا يرعبون الناس ولا يتطاولون على غيرهم بألسنة حداد وعبارات نابية ومشينة، ليس مقبولاً أبداً ما نراه على شاشات التلفزة من هذه التصاريح اليومية المتردية الغريبة عن أدبيات السياسة وأخلاق الوطن، ليس مقبولاً أبداً التطاول على المقامات والرئاسات والشرفاء وليس مقبولاً أبداً أولا وقبل كل شيء التطاول على الشهداء الابرار الذين علموا وعمروا وبنوا». واكد الشعار «ان الحرية لا تعني أبداً الاعتداء على كرامات الناس، وان الديموقراطية لا تعني أبدا التفكير بإلغاء الآخرين أو تحجيمهم»، وقال: «لبنان هذا البلد العظيم بنظامه التعددي وتنوعه الثقافي ونظامه الديموقراطي والبرلماني، سيبقى عظيماً ونموذجاً طالما أنه يقوم على المناصفة والتوازن والتعددية، ومن دون أن يكون هناك أي اعتبار لطائفة على طائفة، ولا لمذهب على مذهب، ولا لحزب على حزب، ولا لحزب على الدولة، فأمن الوطن مقدم على كل اعتبار وحزب ومنطقة أو طائفة وأمن الوطن واستقراره لا يتحقق إلا بالعدل في الحقوق والواجبات وهذا كفله الدستور». وخاطب ميقاتي قائلاً: «حكومتكم التي ترأسونها مسؤولة عن العدل في التعيينات ولا أعني العدل في العدد وكفى، فهذا عدل الضعفاء وإنما في نوعية المنصب والوظيفة. السفير يقابله سفير، والمدير العام يقابله مدير عام، واللواء يقابله لواء وهكذا، وأي خلل يحدث لا يضعف طائفة بعينها ولا منطقة فقط وإنما الوطن ويعرضه للخلل في التوازن وأمنه وإستقراره». وقال: «لا نريد للسنّة مراكز أكثر من الآخرين، ولا نريد لطرابلس أن يكون لها أكثر من حجمها ووزنها وإعتبارها السياسي، كما أننا لن نقبل ولن نسكت إذا أعطي الآخرون أكثر من حقهم وحجمهم ووزنهم، مطلق طائفة، مطلق منطقة، مطلق فريق». وشدد الشعار على «أن عيدنا لا يكتمل وفرحتنا لا تتحقق إلا بتبنيكم للحقيقة والعدالة. فالمحكمة التي أجمع اللبنانيون عليها في طاولة الحوار لا يمكن أن تكون إسرائيلية المنشأ والمنبت والمجمعون عليها في طاولة الحوار، وهم دهاقنة السياسة في لبنان وجلُهم يعرف النملة ذكرا أم أنثى ، لا يمكن على الإطلاق أن يفوتهم ذلك. هذه المحكمة تنتظر التمويل، وأعلنتم بأنكم ستفعلون، وهنا لا يسعني إلا أن أكبر فيكم جرأتكم ورجولتكم وأن أسمع أهل طرابلس ولبنان بأنكم فاعلون، بل وإن دم الشهيد رفيق الحريري في ذمتكم ... كما أعلنتم أكثر من مرة هذه العهود لا يتحملها إلا الكبار وانتم أهلٌ لذلك». وعاد ميقاتي الى بيروت وقدم التهاني بالعيد الى مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني في دار الفتوى.