أسهمت الصناعات اليدوية في تحقيق مكاسب مادية للحرفيين من الرجال والنساء، وظهرت على المشهد الاقتصادي والسياحي العديد من المهن القديمة التي لم تكن معروفة إلا عند الأجداد. وعادت المهن والحرف القديمة لسابق عهدها بفضل الفعاليات السياحية والجمعيات الخيرية والتعاونية، وأصبحت تلك المهن متداولة اليوم بين الأحفاد. وأوضحت رئيسة مجلس إدارة الجمعية التعاونية النسائية (حرفة) في منطقة القصيم الأميرة نورة بنت محمد آل سعود، أن «الحرف اليدوية ليست حكراً على الرجال فحسب، بل أصبح للنساء دور بارز ومهم في هذه الحرف اليدوية»، مشيرة إلى اعتماد جمعية حرف على السيدات السعوديات الحرفيات في المملكة. وأكدت (وفق ما ذكرت وكالة الأنباء السعودية) أن الجمعية تعتمد بشكل رئيس وفاعل على الأيدي النسائية من السعوديات الحرفيات، لافتة إلى أن الجمعية تهدف من اعتمادها عليهن الحفاظ على حقوقهن المهنية والإنتاجية الفكرية، خصوصاً الحرفيات التي يعملن في إنتاج الأزياء المطرزة التراثية والمأكولات الشعبية مثل الكليجا وغيرها من المأكولات الشعبية التي تشتهر بها النساء في منطقة القصيم. وأضافت أن «الطلب المتزايد في السوق المحلية كان من أهم التفكير في إنشاء هذه الجمعية التعاونية، واحتواء الحرفيات وجعلهن يكسبن من خلال أعمالهن»، مبينة أن الجمعية تسوق تلك الأعمال داخل المملكة وخارجها من خلال معارض متخصصة لعرض إنتاج الحرفيات. وأشارت إلى أن الجمعية تعمل حالياً على المستوى المحلي لتحقيق التعاون مع الحرفيات في المنطقة لمساعدتهن على ضمان بقاء المنتج واستدامته في تحقيق موارد مجزية. يذكر أن الهيئة العامة للسياحة والآثار السعودية تنظم برامج تدريبية لتأهيل الحرفيين على إتقان عدد من الحرف اليدوية والصناعات التقليدية. وقال المدير العام لمشروع «تكامل» الدكتور عبدالله بن سليمان الوشيل، إن المشروع أنجز خلال النصف الاول من هذا العام تدريب 287 حرفياً وحرفية على 16 برنامجاً في الصناعات والحرف اليدوية. وأكد أن الهيئة تنطلق في برامج دعم وتأهيل الحرفيين والحرفيات من منطلق أهمية تلك الحرف والصناعات كمنتج سياحي يعكس تراث وتاريخ بلادنا، إلى جانب اهتمام الهيئة بالحفاظ على تلك الحرف والصناعات من الاندثار.