تواصل السجال اللبناني حول المؤسسة العسكرية، بين منتقد لأداء بعض الضباط فيها وبين مدافع عنها. واكد رئيس الحكومة نجيب ميقاتي خلال استقباله قائد الجيش العماد جان قهوجي في السراي أمس، أن «المؤسسة العسكرية فوق الصراعات السياسية ويجب أن يتعاطى الجميع معها على هذا الأساس»، مؤكداً «أننا معنيون بحمايتها كما كل المؤسسات الأمنية، من أي تدخل من أي جهة أتى، لتبقى مصانة. فالجيش الضمانة للأمن والاستقرار». وجدد عضو كتلة «لبنان أولاً» النيابية خالد الضاهر انتقاد «بعض الضباط الذين تربوا على يد الأجهزة الأمنية السورية وبعضهم يريد أن يتعامل مع اللبنانيين الذين دفعوا الأثمان الغالية من اجل الحرية، كأنه ممثل للوصاية في ذلك الوقت»، مؤكداً «إننا لن نقبل بعد كل التضحيات التي قدمناها من أجل الحرية، أن يأتي بعض الضباط ليعيدنا إلى زمن الوصاية». وشدد على «أننا لن نرضى بأي ممارسات تشبيحية من أي ضابط مهما علت رتبه ومهما علا». وذكر عضو كتلة «المستقبل» النيابية عمار حوري في حديث إلى إذاعة الشرق» أن «تيار المستقبل أول من دعم الجيش ومستمر في دعمه وأول من دعا إلى جعل سلاح الشرعية اللبنانية الوحيد الموجود على الأرض وا يمكن لأحد أن يزايد على موضوع حرصنا على الجيش». وذكر بأن «الرئيس سعد الحريري هو من ذهب إلى موسكو من أجل تجهيز الجيش وإلى الإمارات ومن يرفض أن يسلم أسلحته للجيش ليس عليه أن ينظر إلينا بهذا الاتجاه». واعتبر عضو الكتلة نفسها خضر حبيب، أن العلاقة التي «تربط تيار المستقبل بالجيش وقيادته جيدة»، لكنه أشار إلى «بعض التجاوزات التي يقوم بها بعض الضباط وتحديداً في منطقة الشمال وكأن المطلوب افتعال مشكلة ما بين التيار والمؤسسة العسكرية». وفي المقابل، اعتبر عضو تكتل «التغيير والإصلاح» النيابي سيمون أبي رميا في حديث إلى إذاعة «صوت المدى» أن «كتلة «المستقبل» ليس لها إيمان بمؤسسة الجيش لأنها لا تملك السلطة السياسية عليها»، داعياً إلى «رفع الحصانة النيابية عن النواب الذين يتطاولون على الجيش اللبناني». واستغرب النائب قاسم هاشم في تصريح اليوم «استمرار الحملة المسعورة على الجيش قيادة وضباطاً والتي تؤكد سياسة المغامرة التي ينتهجها فريق سياسي لم يستطع أن يهضم مسألة خروجه من الحكم». واعتبر الأمين القطري لحزب «البعث العربي الاشتراكي» في لبنان فايز شكر، أن «الحملة التحريضية لتيار المستقبل تستهدف السلم الأهلي وتجاوزت كل الخطوط الحمر وبلغت حد الدعوة إلى الانقسام والتمرد على الأوامر العسكرية، وهذه سابقة خطيرة»، داعياً «قائد الجيش إلى موقف حازم لوضع حد لهذه المهزلة. وفتح كل الملفات المتعلقة بالإساءة إلى الجيش ورفع دعاوى قضائية ضدهم».