تظاهر عشرات من ذوي المعتقلين في مدينة الناصرية مركز محافظة ذي قار (400 كيلومتر جنوب بغداد) أمام مبنى المحافظة احتجاجاً على بطء الإجراءات القانونية في حق المعتقلين الذين اتهموا بالانتماء إلى «جيش المهدي». جاء ذلك في حين طالبت الحكومة المحلية بإلغاء عمل المخبر السري تجنباً لتداعيات أمنية جديدة. وحمل المتظاهرون لافتات طالبوا فيها بإطلاق المعتقلين الذين لم تثبت إدانتهم وما زالوا في السجون لأسباب كيدية، واصفين القضية بأنها «جزء من الصراعات السياسية». وانتقد بعض اللافتات عمل الحكومة الذي يعتمد على معلومات المخبر السري. وتقول خيرية محمد (والدة لثلاثة من المعتقلين) إن «المخبر السري الذي نعرفه قضى على أولادي بإلقائهم في السجن لاختلافه معهم في الانتماء الحزبي». ويقول شقيق أحد المعتقلين: «ليست لدى شقيقي أي جنحة أو جناية، ولكنه سيحاكم كمجرم بعدما اعترف بقضايا لم يرتكبها تحت تأثير التعذيب». ويضيف آخر: «تتم مساومة أبنائنا في المعتقلات حيث يضعون إطلاق السراح في مقابل الإفادة بمعلومات تحاول تسقيط بعض الأحزاب». وقال رئيس مجلس محافظة ذي قار قصي العبادي في كلمة أمام المتظاهرين إن الحكومة المحلية شكلت لجنة للبحث مع السلطة القضائية في المحافظة وفي بغداد، لمعرفة وضع السجناء بالكامل سواء كانوا معتقلي التيار الصدري أو غيرهم ممن اتهموا بقضايا تخص أمن المحافظة». من جهته، قال رئيس لجنة الأمن والدفاع في مجلس المحافظة سجاد شرهان إن اللجنة «خاطبت محكمة الاستئناف في المحافظة لاطلاعنا على الملفات الكاملة لهؤلاء المعتقلين للنظر في تهمهم والتحقق مما إذا كانت كيدية، إضافة إلى التحقيق في أمر عرقلة القضايا التي تحدث عنها المتظاهرون». وأضاف: «أقف مع المتظاهرين فعلاً في وجوب التحقق السريع من هذه القضية. ففي إحدى جولاتي داخل السجون، وجدت أن هناك معتقلين لم يحقق معهم بعد على رغم احتجازهم منذ ما يقارب خمسة شهور. ولا بد أن هناك حالات من هذا القبيل في المعتقلات الأخرى». وزاد: «نطالب بإلغاء العمل بنظام المخبر السري الذي كان السبب وراء اعتقال الأبرياء كون أجهزة الأمن لا تطالبه بتقديم الأدلة». ويعتصم أهالي معتقلين أمام سجن الرصافة في بغداد منذ أيام مطالبين بوقف الانتهاكات في حق ابنائهم، فيما أعلن تيار الزعيم الشيعي مقتدى الصدر أن معتقلين نفذوا اضرابات عن الطعام في سجون محافظات كربلاء وواسط والسماوة للغرض ذاته، متهماً أجهزة الأمن بممارسة صنوف التعذيب في حق سجناء.