لندن، طرابلس، بنغازي - «الحياة»، أ ف ب - حقق الثوار الليبيون تقدماً جديداً أمس بسيطرتهم على مطار طرابلس ومحيطه إضافة إلى السيطرة على معبر راس جدير الحدودي مع تونس، وواصلوا تعقب العقيد معمر القذافي الذي ترددت أنباء عن دخوله الجزائر الأمر الذي نفته الحكومة الجزائرية بشدة، فيما وعد رئيس المجلس الانتقالي الليبي القذافي ب «محاكمات عادلة» أمام القضاء الليبي. وبعد إعلان الثوار سيطرتهم على نحو 95 في المئة من العاصمة، أعلن رئيس المجلس الوطني الانتقالي مصطفى عبد الجليل في مؤتمر صحافي في بنغازي أن المجلس قد يدرس الاستعانة بشرطة من دول عربية أو إسلامية للمساعدة في إرساء الأمن في ليبيا، لكنه لا يريد وجوداً للشرطة من أي دول أخرى. وكان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون اعلن الجمعة أن المجتمع الدولي قد يضطر سريعاً إلى إرسال قوة شرطة إلى ليبيا إذا طلبت السلطات الليبية ذلك، مشدداً على «ضرورة ملحة لوضع حد للنزاع وإعادة النظام والاستقرار». وعلمت «الحياة» أن حكومة قطر ستستضيف اليوم اجتماعاً لوفود عسكرية عربية للبحث في الأوضاع في ليبيا بعد سقوط القذافي. وسيحضر الاجتماع قادة بعض الجيوش العربية أو من ينوب عنهم لدرس الخطط العسكرية لإعادة تشكيل الجيش الليبي والمؤسسات المرافقة. وسيحضر الاجتماع ممثل عسكري عن المجلس الانتقالي الليبي الذي بدأ اتصالات مع أطراف عربية طلباً لخبرات عسكرية لإعادة تشكيل الجيش الليبي وتقديم خدمات التدريب والتسليح. من جهة أخرى أكدت مصادر ديبلوماسية عربية وجود ضباط ارتباط على الأرض الليبية من قطر والأردن يساعدون في تنسيق عمليات الثوار من دون وجود أي قوات خاصة. إلى ذلك دعا عبد الجليل «معمر القذافي والمقربين منه إلى الاستسلام من اجل حمايتهم وتفادي إعدام جماعي. نحن نضمن لهم محاكمات عادلة أياً كان موقعهم». وأضاف أن القضاء الليبي هو «القضاء الأساسي» في حين أن المحكمة الدولية في لاهاي تشكل «القضاء التكميلي». وأطلق عبد الجليل نداء عاجلاً لمساعدة إنسانية لطرابلس، مشيراً خصوصاً إلى نقص في المعدات الطبية، وأشار إلى مخاوف من نقص السيولة في البنوك. وبعد أسبوع من هجوم الثوار على طرابلس بدأت الحياة تعود تدريجاً إلى العاصمة خصوصاً مع فتح المتاجر والأسواق، فيما واصلوا المفاوضات مع القوات الموالية للقذافي في مدينة سرت الساحلية لضمان دخولها بشكل سلمي. وفيما تواصلت محاولات تعقب القذافي واصل الحلف الأطلسي ضغوطه على قواته، فقصف 19 هدفاً في سرت وطرابلس في الساعات ال24 الماضية، تواصل الاعتراف الدولي بالمجلس الانتقالي، وأعلن إقليم كوسوفو ودولة توغو وبنين والنيجر السبت الاعتراف بالمجلس الانتقالي. واعترفت اكثر من عشر دول أفريقية بالمجلس الانتقالي بصورة فردية ولكن الاتحاد الأفريقي أعلن عدم اعترافه به قبل انتهاء القتال.