أعلن العقيد الليبي معمر القذافي تصميمه على سحق من وصفهم ب “الأعداء” وتوعد بأن قواته “قادمة” إلى بنغازي معقل الثورة، فيما قامت طائرة تابعة للقذافي صباح أمس بقصف منطقة قريبة من قاعدة بنينا الجوية (25 كلم جنوب شرق بنغازي) دون أن ترد تقارير عن سقوط إصابات، ورد الثوار بهجوم نفذته طائرة من طراز "ميج" بعد ربع ساعة من قصف طائرة القوات الموالية للقذافي "وقصفت مطار القرضابية بمدينة سرت". من جانبه أعلن وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه أمس على مدونته الإلكترونية أن "دولًا عربية عدة" مستعدة "لمشاركة فاعلة" في عملية عسكرية في ليبيا مؤكدًا أن "الوقت لم يفت" للتدخل عسكريًا. وقال متحدث باسم الثوار الليبيين: إن قوات القذافي شنت أمس هجوما على مدينة مصراتة التي يسيطر عليها الثوار، ما أدى إلى سقوط أربعة قتلى على الأقل ونحو عشرة جرحى. وقال المتحدث: إن "المدينة تتعرض لهجمات من كل الجهات. ولا يزال الثوار يسيطرون على المدينة ونجحوا في عطب دبابتين لقوات القذافي كانتا تهاجمان من جهة الجنوب". وخيم الهدوء صباح أمس في بنغازي ثاني مدن ليبيا التي سيطر عليها الثوار في 17 فبراير وجعلوا منها مقر المجلس الوطني الانتقالي الذي شكلته المعارضة. وبعد شهر على اندلاع الانتفاضة، توعد القذافي في كلمة بثها التليفزيون الليبي مساء الثلاثاء ب"سحق الأعداء"، وقال: "إذا كانت هذه مؤامرة خارجية سنسحقها وإن كانت داخلية سنسحقها، إذا كانت زندقة أو دروشة سنسحقها وسنهزمها" ناعتا المتمردين ب"الجرذان والكلاب الضالة"، وأضاف "الاستعمار سيهزم، وفرنسا ستهزم، وأمريكا ستهزم، وبريطانيا ستهزم". وتجاوبًا مع هذا الخطاب العنيف، أعلنت قوات القذافي في بيان أنها ستشن عملية وشيكة على بنغازي على مسافة ألف كلم شرق طرابلس، وأضافت في بيان موجه إلى سكان بنغازي "أن القوات المسلحة قادمة لتأمينكم ورفع الغبن والظلم عنكم وحمايتكم وإعادة الهدوء والحياة الطبيعية" إلى المدينة”!!. وهاجمت القوات الحكومية (الثلاثاء) بالطيران والمدفعية أجدابيا محور الطرق الاستراتيجي وآخر مركز للثوار قبل بنغازي الواقعة على مسافة 160 كلم إلى الجنوب، وقطعت الطريق الرئيسي بين المدينتين، وأعلن التليفزيون الرسمي أن قوات القذافي سيطرت على أجدابيا، غير أن الناطق العسكري باسم المجلس الوطني الانتقالي نفى أن يكون الثوار انسحبوا إلى بنغازي، ولكن عادل يحيى وهو مقاتل معارض سابق قال في اتصال هاتفي من أجدابيا: إن الجيش الليبي سيطر على البلدة، وأضاف باكيا "خرجت وقلت لهم عندي بندقية وأعطيتها لهم. أعطيناهم بنادقنا ثم قالوا يجب أن تخرج لنحتفل بالقذافي. «خسرنا. خسرنا.» فيما أعلنت منظمة المؤتمر الإسلامي أن وزراء خارجية الدول الأعضاء في المنظمة سيعقدون اجتماعًا طارئًا في مدينة جدة بعد غد السبت لبحث الأوضاع في ليبيا.