قتل 11 شخصاً من بينهم موظفو انتخابات يشاركون في تنظيم الاقتراع الرئاسي، وذلك بانفجار عبوة ناسفة في شمال أفغانستان، كما أعلن مسؤولون أفغان أمس. والضحايا ومن بينهم ثلاث موظفات في اللجنة الانتخابية المستقلة ومراقبان من فريق حملة المرشح عبد الله عبد الله، كانوا يستقلون باصاً بعد إغلاق مراكز الاقتراع السبت عندما انفجرت العبوة. وقال حاكم ولاية سمنغان خير الله أنوش: «قتل في الهجوم 11 شخصاً»، موضحاً أن «موظفي الانتخابات كانوا قد أنهوا عملهم وفي طريق العودة إلى منازلهم». والهجوم الذي وقع في ايبك كبرى مدن الولاية، يأتي ضمن نحو 150 عملية عنف حدثت يوم تنظيم الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية السبت، ولوحظ أن «طالبان» عجزت عن تنفيذ ضربات في المدن الكبرى الأفغانية، علماً أن 50 شخصاً قتلوا السبت في هجمات شنتها الحركة. وقطع مسلحو «طالبان» أصابع 11 ناخباً في ولاية هيرات (غرب) وذلك بعد أن أدلى هؤلاء بأصواتهم. وبدأ فرز الأصوات منذ غلق مكاتب الاقتراع السبت. من جهة أخرى، رحب البيت الأبيض بإجراء الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية الأفغانية واعتبرها «خطوة مهمة» للديموقراطية في البلاد، وشدد على أهمية عمل اللجان الانتخابية في إضفاء شرعية على الاقتراع. وأورد البيت الأبيض في بيان أن «الولاياتالمتحدة تهنئ الشعب الأفغاني على إجرائه بنجاح الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية التاريخية». وأضاف أن «عمل اللجان الانتخابية في الأسابيع المقبلة سيكون شديد الأهمية»، وهنأ «الناخبين والهيئات الانتخابية والقوى الأمنية على التزامها بالعملية الانتخابية». وكان الأفغان تحدوا السبت تهديدات «طالبان» وذلك بمشاركة كثيفة في الدورة الثانية من الانتخابات التي يتنافس فيها وزير الخارجية السابق عبد الله عبد الله والخبير الاقتصادي السابق في البنك الدولي أشرف غني. وأضاف البيت الأبيض أن «هذه الانتخابات تشكل خطوة مهمة على طريق أفغانستان ديموقراطية»، معتبراً أن «شجاعة وتصميم الشعب الأفغاني على إسماع صوته يشهدان على أهمية هذه الانتخابات في ضمان مستقبل أفغانستان». كذلك اعتبر وزير الخارجية الأميركي جون كيري أن الشعب الأفغاني «تحدى تهديدات العنف بذهابه إلى صناديق الاقتراع»، منوهاً بتصميم الأفغان على بناء «مستقبل أكثر استقراراً، ومتماسكاً ومزدهراً». ودعا كيري إلى إبقاء العملية الانتخابية «شفافة ومسؤولة»، مطالباً المرشحين والأحزاب السياسية المعنية ب»العمل مع اللجنة الانتخابية واحترام نتائجها». ومن المرجح أن تتلقى اللجنة الانتخابية طعوناً من الطرفين بحدوث مخالفات وعمليات تزوير. وتعد هذه الانتخابات، وهي أول عملية تداول للسلطة بين رئيسين أفغانيين منتخبين ديموقراطياً، اختباراً مهماً لهذا البلد الفقير الذي تسيطر عليه حركة «طالبان» جزئياً والذي ينتظره مصير مجهول بعد انسحاب قوة الحلف الأطلسي بحلول نهاية هذا العام. ويشكل هذا الاقتراع نهاية عهد الرئيس حميد كارزاي، الرجل الوحيد الذي قاد أفغانستان منذ سقوط حركة «طالبان» في 2001 والذي لم يسمح له الدستور بالترشح لولاية ثالثة.