أعلنت وزارة الدفاع الأفغانية أن 227 شخصاً، بينهم 33 مدنياً، لقوا حتفهم خلال يوم التصويت في جولة الإعادة من الانتخابات الرئاسية. وقال المتحدث باسم الوزارة زاهر عظيمي :إن «18 جنديا قتلوا وأصيب 74 آخرون يوم السبت. كما أصيب 63 مدنيا في أنحاء متفرقة من البلاد». وأضاف، أن 176 مسلحا من طالبان قتلوا ، وأصيب 93 آخرون في نفس اليوم. وأشار إلى أن عدد التهديدات الأمنية أمس الأول كان أعلى منه في الجولة الأولى من الانتخابات في الخامس من نيسان/أبريل الماضي. وتشمل حصيلة القتلى موظفي انتخابات شاركوا في تنظيم الانتخابات الرئاسية، وقد قتلوا بانفجار عبوة ناسفة في شمال البلاد وهم: ثلاث موظفات انتخابات يعملن مع اللجنة الانتخابية المستقلة ومراقبان من فريق حملة المرشح عبد الله عبد الله، كانوا على متن حافلة بعد اغلاق مراكز الاقتراع للجولة الثانية لانتخابات الرئاسة مساء السبت. حسبما أعلن حاكم ولاية سمنغان خير الله أنوش. والهجوم الذي وقع في ايبك كبرى مدن الولاية ياتي ضمن نحو 150 عملية عنف حدثت يوم تنظيم الدور الثاني من الانتخابات الرئاسية السبت وان عجزت طالبان عن تنفيذ ضربات في المدن الكبرى. وقتل يوم السبت خمسون شخصا، بينهم 11 شرطيا و15 جنديا في هجمات طالبان التي قطع مسلحوها أصابع 11 ناخبا في ولاية هراة (غرب) لأنهم أدلوا بأصواتهم، واستدل مسلحو الحركة على ذلك بآثار الحبر الفوسفوري على أصابع الناخبين. ورغم اراقة الدماء تدفق الملايين من الأفغان على مراكز الاقتراع، وقالت اللجنة الانتخابية: إن أكثر من سبعة ملايين أدلوا بأصواتهم وهي نسبة اقبال مشابهة للنسبة في الجولة الأولى التي جرت في ابريل/نيسان. وستستغرق عملية فرز الأصوات نحو أسبوعين قبل الإعلان رسميا عن الرئيس الجديد فيما يمثل أول انتقال ديمقراطي للسلطة في البلاد. ويتنافس وزير الخارجية السابق عبد الله عبد الله من التحالف الشمالي المناهض لحركة طالبان، مع وزير المالية السابق ورجل الأعمال وموظف البنك الدولي السابق أشرف عبد الغني. ومن المرجح ان تتلقى اللجنة الانتخابية طعونا من الطرفين بحدوث مخالفات وعمليات تزوير. وشجبت طالبان الانتخابات ووصفتها بأنها «خدعة أمريكية» وتوعدت بإخراجها عن مسارها. ورحب البيت الابيض بإجراء الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية الافغانية ووصفها بأنها «خطوة مهمة» للديموقراطية في البلاد، وشدد على اهمية عمل اللجان الانتخابية في إضفاء شرعية على الاقتراع. وقال: ان «الولاياتالمتحدة تهنئ الشعب الافغاني على اجرائه بنجاح الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية التاريخية». وأضاف: إن «عمل اللجان الانتخابية في الاسابيع المقبلة سيكون شديد الاهمية»، وهنأ «الناخبين والهيئات الانتخابية والقوى الامنية على التزامها بالعملية الانتخابية». وقال وزير الخارجية الاميركي جون كيري: إن الشعب الأفغاني «تحدى تهديدات العنف بذهابه الى صناديق الاقتراع»، منوها بتصميم الافغان على بناء «مستقبل اكثر استقرارا، ومتماسكا ومزدهرا». وتعد هذه الانتخابات، وهي اول عملية تداول للسلطة بين رئيسين افغانيين منتخبين ديموقراطيا، اختبارا هاما لهذا البلد الفقير الذي تسيطر عليه حركة طالبان جزئيا، والذي ينتظره مصير مجهول بعد انسحاب قوة الحلف الاطلسي بحلول نهاية العام. ويشكل هذا الاقتراع نهاية عهد الرئيس حميد كرزاي، الرجل الوحيد الذي قاد أفغانستان منذ سقوط حركة طالبان في 2001 والذي لم يسمح له الدستور بالترشح لولاية ثالثة. وقال يان كوبيس الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدةلأفغانستان: إن الأفغان «قرروا مرة أخرى تحديد مصيرهم بأيديهم وإظهار رغبتهم في أن تكون أفغانستان سلمية ومزدهرة وموحدة ... لهذا، ينبغي تهنئتهم». وقال الأمين العام لحلف الناتو اندرس فوج راسموسن: إن الشعب الأفغاني يمكنه أن يشعر بالفخر بما حققه. وأضاف: «لديهم أساس قوي للمستقبل».