شكا أبرز ثلاثة مرشحين للفوز في انتخابات الرئاسة الأفغانية التي نُظِمت السبت، من «تزوير خطر» شاب الاقتراع، لكنهم تعهدوا احترام قرار اللجنة المستقلة للانتخابات في هذا الصدد. واستخدمت السلطات شاحنات وحميراً في نقل صناديق الاقتراع إلى مراكز فرز أمس، بعد انتخابات شهدت نسبة تصويت كثيفة، بلغت 60 في المئة، واعتُبرت تحدياً لحركة «طالبان» التي كانت هددت بتفجيرات لعرقلتها. وكان ملايين الأفغان أدلوا بأصواتهم السبت، في مساجد ومدارس، لانتخاب خلف للرئيس حميد كارزاي الذي يمنعه الدستور من الترشح لولاية ثالثة، بعدما قاد البلاد مُذ أطاح الغزو الأميركي «طالبان» عام 2001. واستهدفت «طالبان» فرز الأصوات، إذ فُجِّرت عبوة يدوية الصنع في ولاية قندوز شمال أفغانستان، لدى مرور شاحنة تحمل بطاقات اقتراع، ما أوقع 3 قتلى هم شرطي وعضوان في اللجنة المستقلة للانتخابات. ودمر التفجير الشاحنة وثمانية صناديق اقتراع، لكن رئيس الفرع المحلي للجنة أوضح أن البطاقات فُرِزت ودُوِّنت النتائج، قبل مغادرة الشاحنة. وثمة مخاوف من احتمال سعي «طالبان» التي فشلت في تنفيذ تفجيرات ضخمة يوم الاقتراع، إلى تعطيل فرز الأصوات الذي يُرجّح أن يستغرق أسابيع، علماً أن النتائج الأولية للدورة الأولى من الانتخابات ستُعلن في 24 الشهر الجاري، قبل دورة ثانية محتملة في 28 أيار (مايو) المقبل. ونشر معظم المرشحين الثمانية آلافاً من المراقبين في مراكز الاقتراع، بعدما شاب تزوير واسع انتخابات الرئاسة الأخيرة عام 2009. لكن لجنة الطعون الانتخابية أعلنت تلقيها اكثر من 1200 طعن في شأن «حشو صناديق اقتراع» و»ندرة بطاقات الانتخاب» في مراكز الاقتراع، و»سوء معاملة» موظفين وناخبين «تحت الضغط». وأعرب أبرز المرشحين الثمانية، وهم زلماي رسول وأشرف غاني وعبد الله عبد الله، عن ثقتهم بفوزهم في الاقتراع، أو على الأقل تأهلهم إلى الدورة الثانية. لكنهم تعهدوا احترام قرار اللجنة المستقلة للانتخابات، معتبرين أنه سيكون «ذا صدقية». على رغم ذلك، انتقد المرشحون الثلاثة مخالفات شابت الانتخابات، إذ قال زلماي رسول، وهو وزير خارجية سابق يُعتبر مرشح كارزاي: «واضح أن مشكلات وقعت في أماكن، أُبلغت بها لجنة الطعون الانتخابية وواجبها أن ترد لئلا يُطعن في صدقية الاقتراع». وشدد على أن «أفغانستان لن تقبل رئيساً يُنتخب بالتزوير»، نافياً تلقّيه مساعدة من الحكومة. ووصف عبد الله الاقتراع بأنه «نجاح كبير»، مستدركاً أنه لم «يخلُ من مخالفات». وأضاف: «تلقينا شكاوى من حملاتنا في كل أنحاء البلاد، وأحلناها على لجنة الطعون الانتخابية، ونأمل بمعالجتها». ومعلوم أن عبد الله كان منافس كارزاي في الدورة الثانية من انتخابات الرئاسة عام 2009، لكنه انسحب مندداً بتزوير ضخم. أما غاني، وهو وزير سابق للمال، فلفت إلى «معلومات أفادت بتزوير خطر في أماكن»، مضيفاً: «دُوِّن كل شيء وسيُحال على لجنة الطعون للتحقيق فيه». لكنه رفض اتهام أيٍّ من خصومه. يذكر أن غاني متزوج من اللبنانية رلى سعادة التي تعرّف إليها أثناء دراسته في الجامعة الأميركية في بيروت. وأشاد مجلس الأمن ب «شجاعة الأفغان الذين صوّتوا، على رغم تهديدات وتخويف طالبان وجماعات أخرى متطرفة وإرهابية»، فيما هنّأ الرئيس الأميركي باراك أوباما الأفغان بانتخابات «تاريخية» اعتبر أنها «تشكّل مرحلة أخرى مهمة في توليهم المسؤولية الكاملة لبلدهم، مع سحب الولاياتالمتحدة وشركائنا قواتهم» آخر السنة. وأضاف أن الاقتراع «أساسي لضمان المستقبل الديموقراطي لأفغانستان ومتابعة الدعم الدولي».