أعلنت إيران أمس، أنها أجرت في جنيف محادثات «مفيدة» مع فرنسا في شأن ملفها النووي، بعد «مشاورات مكثفة وصعبة» مع الولاياتالمتحدة لم تبدّد «خلافات» الجانبين. وتسعى إيران والدول الست المعنية بملفها النووي (الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا)، إلى بدء صوغ اتفاق نهائي يطوي الملف، ويُجري الجانبان جولة مفاوضات على مستوى وزاري في فيينا بين 16 و20 من الشهر الجاري، علماً بأن اتفاق جنيف الذي أبرماه في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، حدّد 20 تموز (يوليو) المقبل موعداً لإنجاز اتفاق شامل. وتحدّث عباس عراقجي، نائب وزير الخارجية الإيراني، عن «تبادل وجهات النظر» مع فرنسا في «مناخ إيجابي»، مشيراً إلى أن الجانبين أجريا على مدى ثلاث ساعات ونصف ساعة «محادثات مفيدة عشية جولة مفاوضات فيينا». ويلتقي عراقجي في روما اليوم، نظيره الروسي سيرغي ريابكوف، علماً بأنه كان اجتمع في جنيف الإثنين والثلثاء مع وفد أميركي رأسه وليام بيرنز مساعد وزير الخارجية، في حضور هيلغا شميد مساعدة وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون. وأشار عراقجي إلى أن المحادثات مع الأميركيين التي استغرقت نحو 12 ساعة، كانت «مكثفة وصعبة»، مستدركاً أنها «جرت في أجواء إيجابية». وأضاف أن مشاورات الجانبين كانت «مفيدة»، لكن «خلافاتهما ما زالت على حالها، ونسعى إلى متابعة الحوار مع الدول الست». ووصفت الناطقة باسم الخارجية الإيرانية مرضية أفخم المحادثات مع الأميركيين بأنها «صريحة، شفافة وجدية»، مضيفة أن «الخلافات ما زالت قائمة، وأعلن مسؤولون فرنسيون أنها تتمحور حول عدد أجهزة الطرد المركزي» التي تُستخدم في تخصيب يورانيوم. وعلّقت على إعلان وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أن طهران تريد تشغيل «مئات الآلاف من أجهزة الطرد المركزي»، قائلة إن «الضغوط لن تؤثر في إرادة إيران وعزمها على نيل حقوقها النووية». أما الناطقة باسم الخارجية الأميركية جنيفر بساكي، فذكّرت بأن هدف الولاياتالمتحدة يبقى إبرام اتفاق «قوي وكامل» في الملف النووي، وزادت: «نعتقد بأن عدم التوصل إلى اتفاق أفضل من بلوغ اتفاق سيئ، والعملية طويلة». وقالت مصادر في طهران ل «الحياة» إن المحادثات الإيرانية - الأميركية في جنيف أسفرت عن تفهّم كل من الجانبين قلق الآخر في ما يتعلّق بالقضايا العالقة في المفاوضات. وأضافت أن الوفد الأميركي طرح مجدداً مسألة الصواريخ الباليستية الإيرانية، إضافة إلى «نفوذ» طهران إقليمياً.