ليس من السهل على المرء أن يعثر في أيامنا هذه في هوليوود على «نجوم» بالمعنى الحقيقي للكلمة، لهم ماض وحضور سينمائيان يفوقان ما لمارتن سكورسيزي وتوم هانكس وستيفن سبيلبرغ مجتمعين. ومعروف أنه حين يلتقي أصحاب أسماء من هذا المستوى، لا بد للعمل الناتج من مثل هذا اللقاء من أن يكون عملاً سينمائياً انعطافياً. ومن هنا يمكن القول إن العمل المعنون «جحيم الباسيفيك»، وكما يمكن لأيّ كان أن يتوقع، عمل كبير جدير بأن يصبح علامة في مجاله. ومع هذا سنبادر الى التأكيد أن هذا العمل تلفزيونيّ خالص. ولقد اجتمع له أصحاب هذه الأسماء البراقة ليؤكدوا - إن كان مثل هذا الأمر في حاجة الى تأكيد- بأن «وحدة الحال» بين الشاشتين صارت أكثر من حقيقة: صارت أمراً بديهياً. والحلقتان الثالثة والرابعة من المسلسل الأميركي الضخم هذا، واللتان تعرضان على التلفزة الفرنسية مساء اليوم (فرانس 2)، هما جزء من المسلسل ذي العشر حلقات الذي ظهر للمرة الأولى أواسط العام الفائت فاتحاً طريقاً جديداً للتلاقي بين وسيلتي عرض الأفلام اللتين تعيشان اليوم انسجاماً مدهشاً في ما بينهما بعد منافسة دامت منذ صارت التلفزة أداة توصيل شديدة الشعبية. مسلسل التلفزيون «السينمائي» الجديد هذا يدور، كما يدلّ اسمه حول حرب الباسيفيك التي خاضتها الجيوش الأميركية خلال الحرب العالمية الثانية. وإذا كانت الحلقتان الأوليان شهدتا مشاهد لا مثيل لعنفها إلاّ في مفتتح فيلم سبيلبرغ «إنقاذ المجند رايان»، فإن حلقتا اليوم تبدوان أشبه باستراحة المحارب حيث نشاهد الجنود الأميركيين الذين يتحلّق المسلسل حولهم وهم يمضون إجازاتهم في ملبورن بأوستراليا قبل أن يستأنفوا القتال ولكن هذه المرة ليس ضد العدو الياباني، بل ضد عنف الطبيعة والأمراض الاستوائية وكلّ أنواع العذابات الأخرى التي ما إن يلوح لهم أنهم تغلبوا عليها حتى يعودون الى مجابهة العدو الحقيقي من جديد...