لندن - «الحياة» - أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك أن إسرائيل تأسف لمقتل ثلاثة رجال أمن مصريين قتلوا في قصف إسرائيلي استهدف قرب الحدود عناصر مسلحة يشتبه بمشاركتهم في هجمات إيلات. وكان الحادث ألقى بظلاله على العلاقات المصرية - الإسرائيلية، إذ طالبت الحكومة المصرية باعتذار إسرائيلي، وقالت إنها ستستدعي سفيرها في إسرائيل، قبل أن تنفي ذلك في وقت لاحق. ونقلت صحيفة «هآرتس» عن باراك قوله عقب اجتماع مع رئيس الأركان بيني غانتز ومسؤولين أمنيين واستخباراتيين لتقويم الأوضاع: «إسرائيل تأسف لمقتل رجال الشرطة المصريين الثلاثة خلال هجوم على الحدود الإسرائيلية - المصرية». وقال إنه أمر الجيش بإجراء تحقيق في الحادث، مشيراً إلى أن لجنة تحقيق إسرائيلية - مصرية عسكرية مشتركة ستشكل لتحديد الملابسات. وثمن حس المسؤولية الذي أبدته مصر، مشيراً إلى أهمية اتفاق كمب ديفيد للسلام معها: «إن اتفاق السلام يحمل أهمية كبيرة وقيمة استراتيجية للاستقرار في الشرق الأوسط». وقال مسؤول دفاعي إسرائيلي بارز أمس إن إسرائيل ترى أن اتفاق السلام مع مصر «عنصر جوهري للبقاء» في الشرق الأوسط، مضيفاً أن إسرائيل لم تكن لديها أي نية للإضرار بأفراد الأمن المصري في الحادث الذي ما زال قيد التحقيق. وقال مسؤول الاتصال مع الفلسطينيين ومصر عاموس غلعاد للإذاعة الإسرائيلية: «لا يتعمد أي جندي (إسرائيلي) توجيه أي سلاح لرجال الشرطة أو الجنود المصريين... ربما أطلق إرهابيون الرصاص عليهم أو حدث أي أمر آخر». وأضاف أن العلاقات مع مصر تقوم على «الحوار والتعاون»، وأنه لم يتضح من قتل أفراد الأمن المصريين. وفي إطار رأب الصدع في العلاقات، وصل السفير الإسرائيلي السابق في مصر شالوم كوهين صباح أمس إلى القاهرة، وفق مصدر ملاحي في مطار القاهرة، من دون أن يوضح سبب الزيارة. وقال مسؤول إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو يجري مشاورات مع حكومته بخصوص اتخاذ رد محتمل تجاه الحادثة التي اتخذت طابع أزمة ديبلوماسية، فيما سارعت إسرائيل إلى تحميل جماعة فلسطينية مستقلة عن حركة «حماس» مسؤولية الهجمات على إيلات الخميس.