انتقد أكاديمي سعودي أسلوب وزارة الصحة في اعتمادها على استشارات خبراء من الخارج للقضاء على الأمراض المزمنة في السعودية وخصوصاً مرض السكري، وطالب وزارة الصحة بزيادة برامج التفعيل والدعم للقضاء على مرض السكري.وقال وكيل كلية الطب رئيس الجمعية السعودية لجراحة الأوعية الدموية والمشرف على كرسي أبحاث القدم السكرية بجامعة الملك عبدالعزيز البروفيسور حسن الزهراني في حوار مع «الحياة» إن الوزارة تحتاج إلى الانفتاح على الباحثين والمهتمين من أبناء الوطن، وأن لا تكتفي بالتشاور مع العلماء خارج المملكة عملاً بالمثل القائل «ما حك جلدك مثل ظفرك». واعترف البروفيسور الزهراني بصعوبة إعطاء أرقام دقيقة حول حجم مشكلة مرض السكري في ظل ضعف الدراسات العلمية وانعدام مراكز مراقبة الأمراض المزمنة. وجزم المشرف على كرسي أبحاث القدم السكرية بأنه على يقين أن لغة الأرقام أقوى لغة في إيصال رسالة توعية للمرضى بأهمية الوقاية من البتر لأن أكثر من 90 في المئة من حالات البتر يمكن الوقاية منها. والى الحوار: ما هي آخر الإحصاءات والدراسات العلمية المستقبلية لمرض السكري في المملكة ؟ - دخل مرض السكري مرحلة جديدة خلال العقد الماضي، فقد تفشى بين مواطني دول الخليج العربي عموماً والسعودية خصوصاً، وتتأرجح الإحصاءات بين 16 و24 في المئة تبعاً لسن وجنس المريض، وبدأنا اخيراً نحصد علقم المرض وهو ما يحدثه من مضاعفات على الكثير من أجهزة الجسم الحيوية وفي مقدمها الكلى، والعين، وأمراض شرايين القلب والأطراف وأعصاب الجسم. والملاحظ أن المرض يصيب ملايين المواطنين والمقيمين وكثير من هؤلاء لا يتلقون العلاج الأمثل أو لا يلتزمون بمتابعة حالاتهم، ولا يتم تشخيص الكثير من المضاعفات إلا في وقت متأخر، ولذلك من الصعب إعطاء أرقام دقيقة حول حجم مشكلة مرض السكري في ظل ضعف الدراسات العلمية أو محدوديتها وعدم وجود مركز لمراقبة الأمراض المزمنة. تصلب الشرايين هل يعد مشكلة كبرى في المملكة؟ - نعم، تصلب الشرايين من أهم المشكلات الصحية المؤدية للمرض بل والوفاة، ويرتبط بعوامل خطورة كبرى وصغرى من أهمها: مرض السكري، وارتفاع ضغط الدم، وزيادة الدهون في الدم، والتدخين، والبدانة والتقدم في السن. وكل هذه العوامل مرتبطة بنمط الحياة، ما سيوجب تفعيل برامج الوقاية والصحة العامة التي تساعد على الحد من مضاعفات المرض وتقلل من كلفة العلاج مستقبلاً. بتر القدم من أكبر المشكلات التي يتعرض لها مرضى السكري هل هناك عدد معين لحالات البتر لعام 2010؟ - نقوم في كرسي الشيخ محمد بن حسين العمودي لأبحاث القدم السكرية بإعداد دراسة علمية قد تساعد في التنبؤ بعدد حالات البتر التي تجرى سنوياً في أنحاء المملكة، وستنشر الدراسة قريباً في إحدى المجلات العالمية المحكمة، والمتوقع أن تكون الأرقام عالية وهو ما نلمسه في كل المستشفيات العامة في المملكة. والمطلوب حقيقة هو إنشاء سجل وطني، على غرار سجل رصد حالات السرطان، لرصد عدد حالات البتر بأنواعها كافة وخصوصاً في مرض السكري، وأنا على يقين بأن لغة الأرقام أقوى لغة في إيصال رسالة توعية للمرضى بأهمية الوقاية من البتر لأن أكثر من 90 في المئة من حالات البتر يمكن الوقاية منها. ما هي الحلول للقضاء على مرض السكري في المملكة، وما هو ترتيب إصابة مجتمعها مقارنة بدول العالم؟ - القضاء على السكري بنوعيه الأول والثاني متعذر، ولكن يمكن الحد من الإصابة أو تأخيرها وتقليل المضاعفات في حال تحسين نمط حياة المواطنين، ويمكن اختصار ذلك في محاربة السمنة المتفشية في المجتمع وتقليل الضغوط الاجتماعية والتوتر، إضافة إلى زيادة النشاط البدني، وهي أمور تحتاج إلى مشروع وطني ذي رؤية واضحة وآليات فعالة تتضمن تحويل نسبة أكبر من الأراضي والمسارات للمشي والشواطئ المعدة للنشاط البدني. أي أننا نحتاج إلى حدائق واسعة لممارسة الرياضة والمشي بدلاً من تحويل البلاد إلى كتل «خرسانية» يستوطنها مرضى مكروبون، و «مولات» للأغذية. أما ترتيب المملكة فهي وبقية دول الخليج ضمن قائمة أعلى الدول في الإصابة أي من العشر الأُول.