سياحة داخلية، هكذا يقال، مصطافون، يتم وصفهم بذلك أحياناً، باحثون عن الترفيه قد يكون الوصف الأقرب لهم. طالما الأمر كذلك نعود إلى السياحة الداخلية، فهناك إصرار على هذا المصطلح. لكن دعونا نتساءل ما هي المقومات السياحية الموجودة في المنطقة الشرقية على سبيل المثال؟ التحويلات التي تقطع أوصال المدن واحدة من أبرز المقومات التي يجد فيها الزائر المتعة، بل إنها تعرفه على مناطق لم يكن ليتوقع أن يراها ثم المهرجانات، فيقال وعلى ذمة الراوي إن مهرجان الدمام استقطب نحو مليوني زائر. طبعاً الرقم كبير، لكن أيضاً مهرجان الأحساء استقطب مليون زائر، أيضاً الرقم كبير جداً، لكن مهلاً مهرجان أرامكو وحده استقطب 272 ألف زائر خلال 26 يوماً، أي ما يعادل 10500 زائر يومياً. أمام هذه الأرقام نحن أمام سؤال لا يحتمل إجابتين، إما ان فعاليات هذه المهرجانات خرافية، وانا استبعد ذلك تماماً، واما ان المواطنين والمقيمين لا حول لهم ولا قوة، فلا يوجد امامهم الا التوجه الى هذه المهرجانات، على رغم تواضع فقراتها. اذا صح ذلك فنحن امام اشكالية كبيرة، خصوصاً بالنسبة للجان العاملة في الشأن السياحي. هنا همهم شهريار قليلاً، ثم وجّه حديثه قائلاً، اخبريني يا شهرزاد ما هي فقرات تلك المهرجانات التي تستقطب هذه الأعداد الهائلة من الزوار، التي تنافس كان ونيس؟ فأجابته على الفور، العاب اطفال وبهلوانات وندوات ومحاضرات وفنون شعبية، ومجموعة من الأشخاص يقومون بحركات بهلوانية يدعونهم «سيرك» يا سيدي، فعاود شهريار السؤال، وكيف يحسبون تلك الأرقام يا شهرزاد؟ فقالت وقد اعتراها الخوف قليلاً، سيدي هل تلمح إلى فساد حتى في أرقام الزوار؟ وهنا شهقت شهرزاد شهقة خُيل لشهريار أن روحها فاضت، وكان قد حل الصباح وسكتت وهي مغمى عليها عن الكلام المباح. [email protected]