توالت الردود امس، على كلام الامين العام ل«حزب الله» السيد حسن نصر الله والتعليقات على نشر أجزاء من القرار الاتهامي من جانب فريق المعارضة. وكان الرئيس السابق للحكومة اللبنانية سعد الحريري اول المعلقين على كلام نصر الله بيل اول من امس، قائلاً: «لم تكن موفقاً يا سيد حسن، خصوصاً لجهة الكلام غير البريء الذي حاول أن يضع الطائفة الشيعية في دائرة الخطر، وكأنك تعمل من خلال ذلك على تجيير الاتهام بجريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه الشهداء، من أربعة أشخاص حزبيين إلى كامل أبناء الطائفة الشيعية». ورأى في حديث الى محطة «المستقبل» ليل أول من أمس، أن «في ذلك منتهى التحريف والسعي إلى قلب الحقائق، والمتهمون محددون بالاسم والهوية و «حزب الله» يعترف بإخفائهم». وأضاف: «أما الطائفة الشيعية فهي أشرف من أن تتورط في دم الرئيس رفيق الحريري وليست محل اتهام من أحد»، معتبراً ان «ما يتهدد الطائفة الشيعية، يتهدد سائر اللبنانيين، فنحن جميعاً في مركب واحد وسنواصل العيش في وطن واحد، ولن يكون هناك أي معنى للتلاعب بعواطف الإخوة الشيعة واستنفارهم في وجه مخططات وهمية، يعلم السيد نصر الله أنها من نسج الخيال أو نسيج الحاجة لتبرير الهروب من الحقيقة». وقال النائب جان أوغاسبيان في إفطار منسقية الكورة في تيار «المستقبل» في القلمون أول من أمس: «ليست لنا مصلحة في توتير الأجواء الداخلية، ولن نأخذ البلد الى الشرخ بين أبنائه، بل سنحافظ على الاستقرار حتى تكمل المحكمة مجراها الطبيعي وتصل الى الحقيقة من أجل الانسان والحرية والاستقلال، من أجل لبنان النموذج، ملتقى الحضارات وتنوع الثقافات. ونحن في تيار المستقبل لا نقبل بالتقوقع والانطوائية، بل بالتنوع والحيوية». وأبدى النائب معين المرعبي في حديث الى إذاعة «الشرق»، مفاجأته للوقائع التي «جرى سردها في القرار الاتهامي». وقال: «كلنا يعرف مدى التضحيات التي قدمها الرئيس الشهيد رفيق الحريري للمقاومة، لا سيما بعد حرب نيسان في عام 1996 اذ سعى الى عقد اتفاق لحماية المقاومة، ولكن أن يعمد أشخاص دربوا في إيران وهم عناصر من حزب الله، وذلك حسب الاتهام، الى تنفيذ هذه العملية المشينة فعلاً فهذه كانت الصدمة»، متمنياً على «حزب الله وكل القيادات في الحزب ألا يزجوا أنفسهم بهذا العمل الذي نعتبره فردياً، وأن يقدموا قرينة البراءة لهؤلاء الأشخاص فيدافعوا عنهم، ولا مشكلة في ذلك، لأن هذا هو الموضوع الوحيد الذي ينتظره اللبنانيون من حزب الله أي السير بالمحكمة الدولية بشكل موضوعي ومنطقي». واستغرب رد فعل نصر الله على نشر القرار، مطالباً إياه ب «تقديم معطيات وأدلة ثابتة بدل إطلاق الخطابات»، ومؤكداً: «نتمنى أن يكونوا أبرياء». واستبعد النائب سمير الجسر «أن يشتعل فتيل سنّي - شيعي في المنطقة»، وأشار في حديث الى اذاعة «صوت لبنان» «الى أن انتساب المتهمين الأربعة الى طائفة معينة لا يعني اتهاماً للطائفة أو المنظمة التي ينتمون اليها». واعتبر أن كلام نصر الله غير جديد، وأن مضمون القرار الاتهامي يحمل أدلة جدية كبيرة، متوقعاً «بروز أدلة أخرى في المحكمة الدولية، قريباً». وتوقع «حصول ردود فعل من الطرف الآخر، رافضاً إعطاء الفرص للتمادي في المجال الأمني». ورأى النائب نضال طعمة في حديث الى اذاعة «لبنان الحر» ان نصر الله «ذهب في اتجاه مواجهة المحكمة الدولية أو قلب الطاولة وفرض أمر واقع». وأضاف ان الحريري «وجّه رسالة واضحة إلى «حزب الله» كمكون أساسي لبناني لإخراجه من دائرة الاتهام، عندما أعرب عن الامل بفك ارتباط «حزب الله» بالمتهمين كي لا يكون لهؤلاء غطاء داخلي». ولفت الى أن «جواب نصر الله يدعو إلى الشك، السيد حسن ذهب في اتجاه واحد، هو مواجهة المحكمة الدولية أو قلب الطاولة».