لندن - أ ف ب - تبحث لندن جاهدة عن قائد جديد للشرطة البريطانية خلفاً لرئيسها المستقيل بول ستيفنسون، بعد صيف اشبه بكابوس شهد تورطها في فضيحة تنصت، ومواجهتها انتقادات واسعة بسبب فشلها في كبح اعمال شغب خلال اربع ليالٍ الاسبوع الماضي. وانقضت مهلة تقديم الطلبات لخلافة ستيفنسون الذي استقال قبل اسابيع قليلة من اندلاع اسوأ اعمال شغب شهدتها بريطانيا منذ عقود، واستقر عدد المتنافسين لشغل اعلى منصب في شرطة لندن وقيادة اكبر قوة في البلاد على اربعة مرشحين، هم القائد السابق لشرطة شمال ارلندا هيو اوردي، والقائم باعمال المفوض في شرطة المدينة تيم غودوين، وستيفين هاوس رئيس الشرطة المساندة في غلاسكو، وبرنارد هوغان هوي نائب مفوض شرطة العاصمة. وتنتظر هؤلاء مهمة مكافحة الجريمة بصلابة، بالتوازي مع حنكة سياسية لرفع الروح المعنوية للجهاز، وذلك قبل اقل من سنة على اكبر مهمة امنية سلمية في تاريخ بريطانيا تتمثل في استضافة لندن الالعاب الاولمبية. ويقول بلير جيبس، رئيس وحدة الجريمة والعدالة اليميني في مركز «بوليسي اكسشينج» للبحوث: «في اي وقت، دور مفوض شرطة سكوتلانديارد هو الأكثر شهرة وتحدياً في العالم، ويضاف الآن تحديات استضافة الالعاب الاولمبية والتكيف مع مستوى غير مسبوق من تدقيق وسائل الاعلام الدولية، ومخاوف مبررة حول سلوك ونزاهة القيادة العليا». وستكون الأولوية القصوى بالنسبة لهذه الوظيفة منع تكرار الاضطرابات التي اندلعت في توتنهام شمال لندن في السادس من الشهر الجاري، وذلك اثر قتل الشرطة رجلاً خلال ملاحقة عصابة اسلحة. وبدت الشرطة في البداية مترددة في التعامل مع مثيري الشغب، واتهمت بأن نهجها شجع الاضطرابات المندلعة في العاصمة، وامتدادها الى مدن اخرى. وسيكون على رئيس الشرطة الجديد ان يحقق التوازن بين رد صارم على الاضطرابات وبين الحاجة للتوفير، اذ ان الشرطة تجري اقتطاعات كبيرة كجزء من تدابير التقشف، وستفتقد على الارجح عدداً من رجالها البالغ عددهم 32500 ضابط. وايضاً، سيتصدر جدول اعمال رئيس شرطة المدينة الجديد اصلاح سمعتها التي اهتزت عقب فضيحة التنصت التي مارستها صحيفة «نيوز اوف ذي وورلد» التي يملكها قطب الاعلام روبرت ميردوك قبل اغلاقها في السابع من تموز (يوليو) الماضي، والتي اجبرت ستيفنسون ومساعده جون ييتس على الاستقالة الشهر الماضي. وكانت الشرطة البريطانية اتهمت بأن تحقيقاتها الأولية عام 2006 حول التنصت لم تكن كافية، وسط شكوك بأن بعض اعضائها كانوا مقربين من مديرين تنفيذيين في شبكة ميردوك الأخبارية الدولية. ونفى ستيفنسون ارتكاب أي مخالفات، وجرت تبرئته الاربعاء الماضي من سوء سلوك الشرطة خلال التحقيق حول فضيحة التنصت. ويقول محللون إن «ابعاد شرطة المدينة عن فضيحة التنصت سيكون امراً حاسماً بالنسبة الى رئيسها الجديد». ويرى الباحث في مجال الجريمة، نيك كوين ان «الأمر لا يتعلق فقط بالوقوف في وجه مثيري الشغب، بل ايضاً في قدرته على الوقوف في وجه عصابات اخرى من الناس مثل صحف يسعدها تشويه صورة نظام العدالة الجنائية حين يناسبها ذلك».