«لكل فعل رد فعل مساوٍ له في المقدار ومعاكس له في الاتجاه»، قانون نيوتن الفيزيائي يجد طريقه حتى في سباق الفضائيات الرمضانية وتعاطي العائلات مع ما تطرحه. فالزوجات اليوم يتنافسن على خطف أنظار الأزواج من بعض ما تطرحه الفضائيات بدافع الغيرة الزوجية الطبيعية، خصوصاً في ظل التنافس على بث برامج الفوازير التي يأتي في مقدمها برنامجا «فوازير ميريام» و«حليمة بارك» اللذان تبثهما قناة «فنون». فبينما اتجهت زوجات للعبث بتردد القناة عبر جهاز البث المنزلي (الرسيفر) فضلت أخريات إشغال الزوج تحديداً في وقت عرض تلك البرامج بالواجبات المنزلية أو بالزيارات العائلية، فيما اتجه بعض الأزواج إلى الهروب من المنزل. تقول أم محمد (ربة منزل) ل«الحياة»: «بعض البرامج يفسد متعة الشهر الفضيل بيننا كأسرة واحدة، خصوصاً تلك التي تستهدف الشباب بالتركيز على إغرائهم بعيداً من مضمون مفيد أو قيم. وأهم ما يقلقني حرص أشقائي وزوجي على مشاهدة برامج مثل «فوازير ميريام» و «حليمة بارك». ومهما جاءت جدية محاولتي لتشويه صورة مقدمات تلك البرامج لا أجد منهم قبولاً لما أطرح، لذا أحاول جاهدة لفت انتباههم بطرح الأسئلة حول طرق ترتيب المنزل أو خطط العيد أو المشاريع العائلية التي تشكل عبئاً عليهم». أم تركي لا ترى مانعاً من استخدام الحيلة لمنع زوجها من متابعة مثل تلك البرامج. تقول: «يستفزني اهتمامه ببعض المذيعات بناء على أحاديث أصدقائه بحسب ما يدعي، ما دفعني إلا محاولة إقناعه بالخروج من المنزل في توقيت عرض مثل تلك البرامج». أم عبدالعزيز وجدت «الطريقة الأسهل» لمنع زوجها من متابعة «برنامج غير مناسب»، بحسب وجهة نظرها، إذ قررت حذف القناة من جهاز «الرسيفر» من دون أن يشعر: «زوجي كسول ومن الصعب أن يعيد البحث عن قناة معينة، وسيتطلب الأمر وقتاً طويلاً قبل أن يستدعي فنياً لاستعادتها وعلى رغم أن الحل موقت إلا أنه مفيد بالنسبة الي». الأزواج على الطرف الآخر يبحثون دوماً عن الحلول، إذ يقول حسن الحريصي (أبو أحمد): «لا أحب أن أشاهد أياً من البرامج داخل المنزل أو بالقرب من زوجتي حرصاً على عدم افتعال المشكلات والدخول في صراعات حول مقاصد النظرة الأولى والثانية، خصوصاً أن تحليل مثل هذه الأمور يأتي من منظورها الشخصي فقط ورأيي لا يحتل مكاناً من الاهتمام، لذا أتجنب كل هذه المشكلات بالذهاب إلى الأصدقاء والاستمتاع بحرية المتابعة من دون حسيب أو رقيب». في المقابل، يتساءل سامر الزهراني (أبو تركي) «ما الذي يثير غضب الزوجات من مشاهدتنا أي برنامج؟ لو فكرن لدقائق لعلمن أن الموضوع لا يتعدى كونه نصف ساعة تلفزيونية لا تستحق كل هذه المشكلات والنظرات الغاضبة والأسئلة المملة والمستفزة». ويضيف: «كنت أشاهد «فوازير ميريام» وتجاهلت الرد على مكالمة عبر هاتفي الخليوي. هذا المشهد فتح لزوجتي باب التحقيق فاعتبرت أن في تجاهلي الرد على المكالمة هوساً بمقدمة البرنامج. بعد هذا الموقف قطعت عهداً على نفسي بعدم مشاهدة تلك البرامج أمامها تجنباً للخلافات».