تشهد ساحات بعض المراهقات في السعودية، مبارزات من نوع آخر، حيث يتنافسن على جمع أكبر عدد ممكن من شرائح الجوال، وبطاقات إعادة الشحن، على حساب الشباب الذين يسهل إغراؤهم عبر الاستدراجات الإنثوية، سواءً عن طريق الهاتف أو الإنترنت. وبحسب فتيات تحدثن إلى (عناوين), فإن عديدا من الشباب لا يستطيع رفض طلبات الفتاة التي تلعب دور المخطئة في طلب رقم الهاتف, وتصور اتصالها غلطة دفعتها للإعجاب بمن تهاتفه صدفة فيما بعد الاتصال الأول، فضلا عن مستخدمات الوسيلة الأخرى, وهي اصطياد الشباب عن طريق برامج المحادثة في الإنترنت. وتؤكد "دلوعة الشرقية" وهو (النك نيم) لقب لفتاة على الإنترنت، لا يتجاوز عمرها 18 عاماً، أن كثيرا من الشباب يعرضون خدماتهم عليها، سواءً جلب شرائح جوال جديدة، أو شحن خطها الهاتفي برصيد مالي، مبينة أن العائد يرتفع مع زيارة الشباب لصفحة لها على أحد المواقع التي تعرض فيها صوراً من جسمها، كاليدين، والرجلين, موضحة في حديثها ل (عناوين) أنها أحبت هذه اللعبة، خصوصاً وأنها طالبة، ولا تجد من يشحن لها خطها المحمول. مشيرة إلى أن "بعض الشباب يعرض شحناً يصل إلى ألف ريال, وأن اللقب الشائع الذي يطلق على نوعية الشاب الذين يسهل استدراجهم هو(الخروف)". وتتحدث غالبية الفتيات من شرائح جوال دون اسم، حيث توجد في السعودية أكثر من 4 ملايين شريحة دون اسم، بحسب مصادر في هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات تحدثت إلى (عناوين)، فإن "أغلبيتها تكتب بأسماء عمالة وافدة معظمها من جاليات آسيا، دون علمهم". وتستخدم بعض الفتيات، كل الطرق الممكنة عبر الإنترنت، لجلب أكبر عدد ممكن من الشباب الذين لا يتوانون في دفع الأموال، مستخدمين برامج الصوت والكتابة، ك"البال توك"، و"الماسنجر"، و"التشات"، وغيرها. وتقول "كتكوتة"، كما أطلقت على نفسها في برنامج الماسنجر، أنها تمتلك ثماني شرائح جوال، موضحة في حديثها إلى (عناوين)، أنها "لم تشتري أي واحدة من تلك الشرائح، بل جلبتها عن طريق بعض الشباب، الذين تعرفت عليهم من خلال الإنترنت"، مشيرة إلى أن طرق توصيل الشرائح يتم عبر إيصالها إلى أحد المحال القريبة من منزلها، وأن كثيرا من صديقاتها لا يشترين شرائح جوال أو بطاقات شحن الهاتف المحمول، ولا الأجهزة ذاتها، لأن هناك كثيرا من الشباب مستعد لشرائها من ماله. من جهتها، حذرت الباحثة الاجتماعية سوزان آل سعيد، من "خطورة ممارسة معاكسات الفتيات للشباب سواءً عبر الجوال أو الإنترنت، كونها ظاهرة من شأنها تدمير الأخلاق، ومحو كرامة وعزة الفتاة"، موضحة في حديثها إلى (عناوين)، أن غياب رقابة الأهالي، قد يصدم العائلة في خبر فضيحة لابنتهم، مطالبة "وزارة التربية والتعليم بإدراج دورات تدريبية للفتيات، لتعليمهن أفضل الأساليب لممارسة الإنترنت، وتحذيرهن من استخدام المواد المسيئة التي قد تقلب مستقبلهن رأساً على عقب". ويخوض عديد من الشباب السعوديين، معارك بحث يومية على ساحات الإنترنت، لاصطياد الفتيات، حيث يجلس عبد الله من الساعة الثانية عشرة ليلاً حتى الثامنة صباحاً، وهو يتحدث في مواقع الدردشة، وأقر أنه سبق أن بعث عدة بطاقات شحن هاتف محمول إلى إحدى الفتيات بقيمة 700 ريال.