علمت «الحياة» ان صفقة تبادل الأسرى بين إسرائيل والفلسطينيين باتت على نار حامية، وان التفاوض مستمر لحلحلة عقدة إبعاد أسرى بارزين، في وقت نفى مسؤولون فلسطينيون وإسرائيليون قرب التوصل الى صفقة. على خط مواز، كشف وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه في رام الله أمس تفاصيل خطة فرنسية للسلام عرضها على الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي، وتعتمد المبادئ التي حددها الرئيس باراك اوباما في خطابه الاخير. وقال جوبيه، في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض، إن الخطة تدعو الى إطلاق المفاوضات في مؤتمر باريس نهاية الشهر الجاري أو مطلع الشهر المقبل على أساس البحث أولا في قضية الامن وحدود عام 1967، ثم بحث قضية القدس واللاجئين بعد عام. وفي تفاصيل الاتصالات التي تجددت اخيراً من أجل التوصل الى صفقة تبادل اسرى يتم بموجبها الافراج عن الجندي الإسرائيلي الأسير غلعاد شاليت في مقابل الإفراج عن مئات الأسرى الفلسطينيين، أكدت مصادر فلسطينية ل «الحياة» في غزة تحقيق تقدم في هذا الملف، لكنها اشارت الى عدم التوصل الى صفقة بعد، مضيفة ان المفاوضات مستمرة. وكشفت ان اسرائيل وافقت اخيراً على عدم إبعاد الأسيرات الى الخارج بل عودتهن الى منازلهن في الضفة الغربية وقطاع غزة، كما وافقت على عدم إبعاد بعض الأسرى البارزين، لكنها ما زالت متمسكة بموقفها من إبعاد بعضهم الى الخارج. وأوضحت ان الرجل القوي في «كتائب عز الدين القسام»، الجناح العسكري ل «حماس»، أحمد الجعبري واثنين من كبار مساعديه موجودون في القاهرة منذ الاثنين الماضي. في الوقت نفسه، كشف مصدر مصري موثوق به ل «الحياة» في القاهرة أن نائب رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» موسى أبو مرزوق سيصل الى القاهرة خلال ساعات للاجتماع بقيادي بارز من «حماس» للتشاور في شأن ملف تبادل الأسرى وإعطاء موقف نهائي للجانب المصري للتحرك لإنجاز ملف الأسرى. ولم يكشف المصدر هوية القيادي البارز الذي قدم من غزة إلى القاهرة خصيصاً من أجل هذه المهمة، لكن من الواضح انه يتحدث عن الجعبري الذي له الكلمة الفيصل في صفقة التبادل. وكان رئيس الدائرة السياسية والأمنية في وزارة الدفاع الاسرائيلية عاموس غلعاد وصل إلى القاهرة أمس في زيارة استغرقت ساعات معدودة التقى خلالها رئيس الاستخبارات المصري مراد موافي وبحث معه في ملف تبادل الأسرى. في ضوء هذا التحركات، سعت الاطراف المعنية الى خفض التوقعات من خلال نفي وجود صفقة وشيكة. وقال مسؤول مصري رفيع: «ما زلنا في مرحلة محاولة إيجاد أرضية مشتركة بين حماس والجانب الإسرائيلي حتى يمكن البدء في القيام بخطوات عملية في هذا الملف». واوضح أن مصر تجري حالياً اتصالات مع كل من «حماس» والإسرائيليين، وتبذل مساعي لدى الطرفين من أجل تقليص الفجوة في المواقف «لكن لم تسفر بعد عن جديد يمكن التنبؤ من خلاله بأن الصفقة على وشك أن تنجز»، مضيفاً: «أؤكد انه ليس هناك تقدم ملحوظ». كما نفى السفير المصري السابق لدى إسرائيل محمد بسيوني ان يكون صرح بأن صفقة التبادل ستُنجز خلال ساعات محدودة. وقال ل «الحياة» أنه لم يُدل بأي تصريحات في هذا الصدد، معرباً عن دهشته من إسنادها له. من جانبه، افاد مكتب رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو في بيان: «في ضوء التقارير المصرية عن قضية شاليت، فإن مكتب رئيس الوزراء يشير الى أن الاتصالات... مكثفة ومستمرة، لكن لم تحدث انفراجة». وقال عضو المكتب السياسي لحركة «حماس» عزت الرشق ل «الحياة»: «الصفقة ما تزال تراوح مكانها بسبب تعنت رئيس الحكومة الإسرائيلية وأركان حكومته»، محملاً الجانب الإسرائيلي مسؤولية تعثر الصفقة حتى الآن. واضاف «أبو مجاهد»، الناطق باسم «لجان المقاومة الشعبية» التي شاركت في عملية اسر شاليت: «ليس هناك تقدم في القضية، ولا صحة لقرب التوصل الى اتفاق». وقالت وزارة الاسرى في الحكومة الفلسطينية المقالة في قطاع غزة انه «ليس لدينا علم بمفاوضات جرت حول الصفقة وموافقة الاحتلال على اتمامها».