علمت «الحياة» أن وفداً رفيعاً من حركة «حماس» بقيادة رئيس مكتبها السياسي خالد مشعل سيصل إلى القاهرة اليوم بالتزامن مع وصول وفد الحركة المسؤول عن صفقة تبادل الأسرى مع إسرائيل لإجراء جولة ثالثة من المفاوضات غير المباشرة مع الجانب الإسرائيلي الذي يرأسه ديفيد ميدان في غضون اليومين المقبلين. وكشفت مصادر فلسطينية ل «الحياة» أن الجانب الإسرائيلي أبدى مرونة في اتجاه الموافقة على إطلاق الأسرى الفلسطينيين المقدسيين وفلسطيني الداخل (أراضي 48)، لافتة إلى أن هذه المسألة كان يرفضها الإسرائيليون. وعن مبدأ الإبعاد الذي أكدت «حماس» رفضه، أجابت المصادر: «تم الاتفاق على تقليص أعداد الأسرى الذين سيبعدون من الذين سيتم إطلاقهم». وكان نائب رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» موسى أبو مرزوق قال ل «الحياة» في تصريحات سابقة، إن الإشكالية هي في الأسرى من أصحاب المحكوميات العالية، موضحاً أنه لم تعد هناك إشكالية بالنسبة إلى الأسيرات، وأنه تم الاتفاق على الإفراج عنهم جميعاً. في غضون ذلك، قال القيادي البارز في «حماس» أسامة حمدان ل «الحياة» إن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو لا يريد دفع الثمن المطلوب للصفقة، مشدداً على أن الصفقة لن تتم من دون دفع الثمن المطلوب لها. ووصف هذا الثمن بأنه ثمن منطقي ومعقول وليس عالياً. وأشار إلى أن الجندي الإسرائيلي في غزة غلعاد شاليت «أُسر في معركة عادلة ... فهو مقاتل أخذ من داخل آليته العسكرية ولم يخطف من بيته مثلما حدث مع معظم الأسرى الفلسطينيين الموجودين في المعتقلات الإسرائيلية». وأضاف: «حماس قدمت الخطوات التي من شأنها أن تنجح الصفقة وتسمح بإنجازها (...) طالبنا بالإفراج عن 1000 أسير، ثم عرض علينا الإفراج عنهم وفق دفعتين، الأولى 450 والثانية 550، فوافقنا». وأضاف: «لكن الجانب الإسرائيلي يقبل بمواقف محددة ثم يتراجع عنها»، مشيراً إلى أن «الاتفاق كان على أن تكون أسماء الأسرى التي تحددها حماس في الدفعة الأولى، ثم حدث تراجع من الجانب الإسرائيلي، وتم الاتفاق على الإفراج عن جميع النساء كمبدأ، ثم تراجع الإسرائيليون». وقال حمدان: «نحن في حماس ثابتون على مواقفنا ولسنا مثل الآخرين كلما طلب منهم تنازل تنازلوا ... لذلك أقول إن هناك هدفاً محدداً لو التزم الجانبان كل بمواقفه، سنصل إلى هذا الهدف وهو إنجاز الصفقة». وأضاف أن أسرة شاليت تدرك تماماً أن من يعطل إبرام الصفقة هو نتانياهو والحكومة الإسرائيلية وليس «حماس»، مشدداً على أن هناك قواعد لعملية التبادل يجب التزامها، وقال: «يبدو أن أسرة شاليت وكل من يدعمها لم يقوموا بالضغط الكافي على نتانياهو من أجل دفعه لتلبية متطلبات الصفقة»، معرباً عن دهشته إزاء ذلك رغم ادعائهم أنهم مجتمع ديموقراطي. وصرح وزير الدفاع الإسرائيلي أيهود باراك امس في مدينة بئر السبع بأن الجهود المبذولة للإفراج عن شاليت مستمرة من دون توقف، من دون مزيد من التفاصيل.