واصل البطريرك الماروني جولاته الراعوية على المناطق اللبنانية. وجال أمس في البقاع الشمالي حيث زار صباحاً محلة ضهر القضيب واستقبله كهنة الأبرشية ونواب وشخصيات. وتسلم الراعي مفتاح الأبرشية قبل انتقاله إلى المحطة الأولى في جولته بلدة عيناتا التي وصل إليها على وقع قرع الأجراس ونثر الزهور والرز، وأقيم له احتفال شعبي ورسمي تخلله عرض فولكلوري تراثي تضمن لعبة سيف وترس في ساحة كنيسة القديس مار سركيس وباخوس. ثم انتقل الراعي إلى البليقا حيث أعد له استقبال عند مفرق اليمونة بمشاركة رئيس البلدية محمد علي حمد شريف ونحرت له الخراف وقدمت له باقة ورد. واعتبر الراعي أن «المشيتية في حاجة إلى أمن واستقرار، ولكن ليس الأمن بمعناه المعروف إنما الاستقرار الاقتصادي والمعيشي والأمني، وأعاهد مع كل القوى الخيرة التزام الإنماء الروحي والاجتماعي والاقتصادي لهذه المنطقة». وأكد «الحاجة إلى التجذّر بالأرض لنعيش فيها بكرامة، ونعيش هويتنا ورسالتنا، نعدكم بأن نكون معكم قلباً وقالباً، فهذه المنطقة سياجنا، لا نتطلع إليها بأنها من الأطراف، إنما هي القلب والسياج الذي يجب أن نحميه بقيمنا الروحية وإيماننا. نعدكم وعداً صادقاً ودائماً بالعمل معاً من أجل إنماء الإنسان روحياً واقتصادياً واجتماعياً، تربوياً، معيشياً وإنمائياً». ثم انتقل الراعي إلى بلدة الزرازير حيث شدد خلال احتفال في كنيسة مار أنطونيوس الكبير، على الإنماء الروحي والرعوي والتربوي. وقال: «إنماء المجتمع هو إنماء الأرض ونحن نعمل لننمي الشخص البشري. الأرض تفقد كل قيمتها إذا خسرت شعبها». وقال: «نحن معكم ومع سيادة المطران عطالله ومع كل القوى الخيرة حتى ننمي هذا المجتمع وهذه الأرض بمشاريع إنمائية تجعل شعبنا في الزرازير ومنطقة دير الأحمر يعيشون بكرامة وتواصل مع التاريخ المجيد الذي عاشه أجدادنا». وأضاف: «نحن معكم شركة، كيف نقدر أن نساعد سنساعد كي تبقوا متجذّرين في الأرض، وهذا يقتضي توفير فرص العمل والإمكانات ويقتضي استثمار الأرض ووجود مدارس ومستشفيات وكل الإمكانات التي تجعل الإنسان يعيش بكفاية. رسالتنا تبدأ من هنا، ووطننا الحبيب نحافظ عليه من هنا». ورأى أن «الإنماء الشخصي الإيماني الروحي أساس لأننا إذا لم ننمّ إيمانياً لا ننمَّى أخلاقياً وإنسانياً ووطنياً، لذا ينبغي تعزيز الثقافة الدينية، ثقافة الإيمان حتى نقدر على تعزيز ثقافة العيش معاً، ثقافة الجمع بالمحبة والشركة. نحن ثقافتنا ثقافة يسوع المسيح الذي يقول: «من كان معي يجمع ومن لم يكن معي يبدد ويفرق». وأعلن ترحيبه «بكل عمل حزبي يجمع ونرفض أي عمل يبدد ويجزئ الناس». وزار الراعي دار مطرانية دير الأحمر حيث التقى النائب إميل رحمة ونواب المنطقة الموارنة السابقين.