جال البطريرك الماروني نصرالله صفير في البقاع الشمالي في زيارة راعوية هي الأولى لرأس الكنيسة المارونية بعد زيارة البطريرك انطوان عريضة قبل 72 عاماً. وانطلق موكب صفير من الديمان يرافقه المطارنة رولان أبو جودة وشكرالله حرب وسمعان عطاالله والمونسنيور فيكتور كيروز وأمين سر البطريركية المونسنيور يوسف طوق. ووسط تدابير أمنية مشددة وانتشار كبير للجيش وقوى الأمن الداخلي مر موكب صفير بمحطات عدة بدءاً ببلدة عيون أرغش مروراً بالغرفة الفرنسية في أعالي جبال المكمل وصولاً الى بلدة عيناتا. وأقيمت له في كل محطة استقبالات حافلة وسط نثر الرز والورود ورقصات السيف والترس. أما المحطة الأبرز فكانت في دير الأحمر حيث أعد استقبال حاشد في ساحة مار مخايل وأطلق الحمام الأبيض. وبعد إزاحة الستارة عن نصب فخري يحمل صورة البطريرك صفير صعد الأخير والمطران عطالله في سيارة أعدت خصيصاً للمناسبة ودخلا فيها الى دير الأحمر حيث نُحرت الخراف على وقع الدبكة في باحة كنيسة مار يوسف. وقص صفير الشريط التقليدي لصالة مار يوسف، وسلّمه رئيس بلدية دير الاحمر ميلاد عاقوري مفتاح البلدة، كما قدم رئيس رعية دير الاحمر الأب ملحم شيت الديراني لوحة تحمل صورة الكنائس السبع في دير الاحمر وغابة الأرز، وقدم كشاف دير الأحمر لوحة تذكارية في المناسبة. وبعد كلمة ترحيبية من عاقوري، حيا صفير أهالي بلدة دير الأحمر، شاكراً لهم «هذا الاستقبال الحافل». وقال: «علمنا أن بعضاً منكم كانوا تركوا هذه المدينة ولكنكم عدتم إليها لأنكم متمسكون بها ولأن أجدادكم تركوها إرثاً لكم لا تتخلون عنه، وستكونون دائماً فيها وستكون حضنكم الأبدي الذي يدافع عنكم وتدافعون عنه». ثم توجه صفير الى شليفا حيث مركز المعوقين والعجزة والمشغل والمستوصف الذي تشرف عليه راهبات الصليب، وتسلم البطريرك الورود من أصحاب الحاجات الخاصة توجه الى مركز التصنيع الزراعي حيث استقبله رئيس كاريتاس الأب سيمون فضول في حضور رئيس أساقفة بعلبك للروم الكاثوليك المطران الياس رحال ومسؤولي اقليم كاريتاس البقاع. ثم انتقل الجميع الى دار المطرانية وكان في استقباله حشد تقدمه الرئيس حسين الحسيني والنائبان مروان فارس وإميل رحمة ومدير الصندوق الكويتي للتنمية الدكتور محمد الصادقي. وألقى المطران عطالله كلمة اوضح فيها أن «البقاع الشمالي، المنطقة الغنية تاريخاً وأرضاً، أصبحت اليوم محرومة، منسية ومهملة». وقال: «كانت تعاني الأمرّين لولا لفتة كريمة من بعض أركان الدولة والحكومة، وعلى رأسهم رئيس الجمهورية ميشال سليمان». وعاهد «البقاء على هذه الأرض الطيبة، وعياً لمسؤولياتنا التاريخية تجاه رسالة لبنان الحضارية». ثم ألقى النائب رحمة كلمة ترحيب، ورد صفير بكلمة قال فيها: «زيارتنا لكم هي زيارة عزيزة علينا وقد تأتى لنا أن نرى ما أحدثتم من نجاح وما تغير من ملامح في أبرشيتكم، فإذا الكنائس جديدة، وإذا القاعات التي بنيتموها، وإذا المؤمنون وإن تغير بعضهم لأن هذه سنّة الله في خلقه، باقون على إيمانهم وتمسكهم بهذا الإيمان وبتقاليدهم العادية». وشدد على أن «هذا التعاون القائم في ما بينكم الذي تدل عليه هذه المحبة القائمة بينكم وبين جيرانكم وأبناء وطنكم من الشيعة وغير الشيعة، وأسأل الله أن يديم علينا نعمه ليكون هناك تفاهم بين كل طوائف لبنان وأبنائه ليعود لبنان الى سابق عزّه وكرامته، ونسأل الله أن يبارككم جميعاً وأن يطيل أيامكم على خير وبركة». وزار صفير مستشفى المحبة في البلدة قبل أن ينتقل الى بلدة بشوات ليكرس مذبح كنيستها المرمم ويرأس قداساً احتفالياً على المذبح الخارجي، وعرّج على بلدة برقا في طريق العودة الى الديمان.