أمر النائب العام المصري المستشار هشام بركات بإحالة 13 متهماً من «هاتكي أعراض السيدات والفتيات»، في ميدان التحرير في 6 وقائع تحرش وهتك عرض، أثناء الاحتفالات بتنصيب رئيس الجمهورية الجديد، إلى المحاكمة الجنائية، وذلك في ختام التحقيقات التي باشرتها النيابة العامة. وأسندت النيابة العامة إلى المتهمين ارتكاب جرائم «خطف الضحايا، وهتك أعراضهن بالقوة، وتعذيبهن بدنياً، وسرقتهن بالإكراه، والشروع في قتلهن واغتصابهن»، وهي الجرائم التي تصل العقوبات فيها إلى السجن المؤبد. وأمر النائب العام بحبس المتهمين احتياطياً على ذمة التحقيقات، وإحالتهم للمحاكمة الجنائية العاجلة، كما أمر بالتحقيق في جريمة تصوير ونشر مقطع فيديو تضمن مشاهد مخلة بالحياء العام أثناء التعدي على إحدى المجني عليهن، وكلف الجهات الأمنية بالتوصل إلى مرتكبها والقبض عليه وضبط أدوات التصوير والنشر التي استخدمها في ارتكاب الجريمة. وكان الرئيس عبدالفتاح السيسي زار ضحية التحرش في ميدان التحرير في يوم إعلان نتيجة فوزه في 3 حزيران (يونيو) الجاري في المستشفى، وقدم لها اعتذاراً عما لحق بها من جرائم، فاشتكت له من نشر فيديو لواقعة التعدي عليها، ووعدها بالعمل على رفعه من على مواقع الإنترنت. كما زارت قرينته انتصار السيسي السيدة. وأكد النائب العام أن «النيابة العامة لن تتهاون في تعقب المتحرشين بالنساء والفتيات، في شتى أنحاء البلاد، لإحكام قبضة القانون عليهم حتى يأمن المواطنون ويهدأ بال المجتمع». وقال بيان للنيابة العامة إن التحقيقات كشفت «أسرار الجرائم المشينة التي وقعت في ميدان التحرير وأرّقت المجتمع»، لافتاً إلى أن «الجناة هتكوا أعراض النساء مستغلين الزحام الذي صادف الاحتفالات العارمة، كي يفسدوا على المواطنين فرحتهم». وأوضحت النيابة أن المتهمين عناصر إجرامية «اعتادوا ارتياد ميدان التحرير في أوقات الاحتفالات للتحرش بالنساء وسط الزحام، وهتك أعراضهن بالقوة، وسرقتهن بالإكراه». وذكر البيان أنه في ليلة 3 حزيران (يونيو) الجاري، احتشد المواطنون في ميدان التحرير، فاندس الجناة بينهم للبحث عن فريسة في الميدان، وعند الحادية عشرة مساء وقع اختيارهم على سيدة وابنتها تسيران بجوار الجزيرة الوسطى للميدان، فاتجهوا صوبهما، وقسموا أنفسهم فريقين، اختطف أحدهما السيدة البالغة من العمر 42 عاماً، وتوجهوا بها ناحية مسجد عمر مكرم، وهجموا عليها وشلوا حركتها وأوقعوها أرضاً، ونزعوا عنها كل ملابسها في شراسة لا تقدم عليها الوحوش الكاسرة. وأضافت التحقيقات أن الجناة ألقوا السيدة أرضاً وقاموا بالتعدي عليها بالضرب والركل، وحينما حاولت الفرار اصطدمت بإناء به ماء ساخن خاص بأحد الباعة الجائلين، فأصابها بحروق شديدة، ورغم ذلك لم يرحمها الجناة، بل صنعوا حولها حلقة لم تستطع الضحية الفرار منها، ثم بدأوا في هتك عرضها، والإمساك بموطن عفتها في خسة ودناءة، حتى أصابوها بقطع فيه، ثم سرقوا متعلقاتها. وأوضحت التحقيقات أن الفريق الآخر من الجناة قام بمهاجمة ابنتها بذات الطريقة، إلى أن تمكنت قوات الشرطة بمساعدة المواطنين الشرفاء من إنقاذهما من براثن الجناة. وأوضحت النيابة أنه تم ضبط 3 متهمين في تلك الواقعة. وأشارت إلى أنه في ليلة 8 حزيران (يونيو) وأثناء احتفالات المواطنين في ميدان التحرير بتنصيب الرئيس السيسي، عاودت العناصر الإجرامية نفسها ارتكاب جرائمها النكراء، وتمكنوا مساء من اصطياد 6 من النساء أعمارهن ما بين 17 إلى 42 عاماً، وفرقوهن عن بعضهن، وتوجهوا بهن إلى أماكن مختلفة عند الجزيرة الوسطى في الميدان، وبجانب مجمع التحرير وبجوار المنصة، وتجمعوا حول كل منهن في ذات الحلقة الخبيثة، وبدأوا في اصطناع مظاهر الفرحة والتهليل حتى لا ينتبه المواطنون بحقيقة ما يجري داخل كل حلقة، وللحيلولة من دون سماع صوت صراخ الضحايا. وهدد الجناة إحدى السيدات باختطاف طفلتيها منها إن لم تسلم نفسها لهم، حيث هتكوا عرضهن بالقوة، وضربوهن بقسوة، وسرقوهن بالإكراه، حتى تمكنت قوات الشرطة والمواطنين من إنقاذهن. وأثبتت تقارير الطب الشرعي أن إصابات المجني عليهن تنوعت بين الجروح التهتكية في مواطن العفة، والحروق، والسحل، والعض الآدمي على أجساد الضحايا، والقبض العنيف بالأيدي والأظافر. وأوضحت أنه تم القبض على 8 من المتهمين في تلك الوقائع، إضافة إلى متهمَين ارتكبا وقائع تحرش بفتاة شاركت في احتفالات ذكرى ثورة يناير في ميدان التحرير في 25 كانون الثاني (يناير) من العام 2013. كما أمرت النيابة العامة بإحالة متهمَين إلى المحاكمة الجنائية العاجلة أمام محكمة جنح مصر الجديدة بجلسة اليوم، لقيامهما بالتحرش بفتاتين قبل 3 أيام، والاعتداء على مجند شرطة بالضرب. وأوضحت في تحقيقاتها أنه أثناء سير فتاتين في شارع الخليفة المأمون في مصر الجديدة يوم الأربعاء الماضي، تعرض المتهمان لهما بالقول البذيء وبصورة تخدش الحياء، فاستغاثتا بأحد مجندي الشرطة الذي سارع إلى نجدتهما، غير أن المتهمين قاما بالتعدي عليه بالضرب والسب ومزقا ملابسه. وأسندت النيابة العامة إلى المتهمين تهم التعرض لأنثى على وجه يخدش حياءها، والتعدي على أحد رجال الضبط القضائي بالضرب والسب وإتلاف ملابسه الأميرية. وسيحاكم المتهمان في ضوء التعديلات الجديدة التي أقرها الرئيس السابق عدلي منصور، في شأن تغليظ العقوبات الواردة بقانون العقوبات المتعلقة بالتحرش الجنسي والتعرض للإناث بالقول الفاحش. وقال مصدر قضائي بالنيابة العامة إن المتهمين يواجهان في حال إدانة المحكمة لهما، عقوبة مغلظة على ضوء ما تضمنه قانون الطفل، نظراً لأن عمر الفتاتين المجني عليهما أقل من 18 سنة.