الرباط، تونس، «الحياة»، أ ف ب - أعرب المغرب عن «قلقه الشديد حيال تزايد اعمال العنف» في سورية، داعياً «كل الاطراف المعنية الى التحلي بالحكمة وضبط النفس». وقالت وزارة الخارجية المغربية في بيان ليلة اول من امس ان «المملكة المغربية، التي يتميز موقفها المعهود بعدم التدخل في الشؤون الداخلية للبلدان الاخرى، تعرب اليوم عن قلقها الشديد وانشغالها العميق حيال الاحداث الاليمة التي تهز سورية». وأضافت الوزارة ان هذه الاحداث «مطبوعة بتصاعد التوتر وتزايد اعمال العنف، التي تخلف العديد من الضحايا، بخاصة في وسط السكان المدنيين». وتابع البيان ان المغرب «يدعو مجموع الاطراف المعنية الى التحلي بالحكمة وضبط النفس والانخراط في حوار معمق وشامل لصالح وحدة واستقرار وامن هذا البلد الشقيق». وأكدت الوزارة ايضاً ان المملكة المغربية، «تعرب عن املها الصادق في ان يتمكن الشعب السوري الشقيق من ايجاد السبيل الملموس وذي الصدقية الذي يستجيب لتطلعاته المشروعة في الديموقراطية وطموحاته الطبيعية للتقدم، بعيداً من اي لجوء مفرط للعنف او القمع». وبعد ضغوط صامتة بدأت الدول العربية بالتعبير عن مواقفها من القمع الذي يمارسه النظام السوري ضد المتظاهرين، والذي اسفر منذ انطلاق الحركة الاحتجاجية عن مقتل حوالى الفي شخص غالبيتهم من المدنيين، وفق منظمات حقوقية. وبعد قطر التي استدعت سفيرها من دمشق في تموز (يوليو)، اعلن العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز الاحد استدعاء سفير المملكة في سورية للتشاور، لتحذو حذوه في اليوم التالي الكويت والبحرين، في حين دعا الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي دمشق الى «الوقف الفوري» للعنف، بينما قال شيخ الازهر احمد الطيب ان ما يجري في سورية «جاوز الحد»، مطالباً ب «وضع حد لهذه المأساة». إلى ذلك، تظاهر العشرات امام السفارة السورية في تونس مطالبين النظام السوري «بوقف المجازر التي يرتكبها» وبطرد السفير السوري من تونس، كما افاد مراسل وكالة فرانس برس. وقالت آسيا بلحسن عضو «الجمعية التونسية للنساء الديموقراطيات» التي نظمت التظاهرة «نريد ان نظهر للشعب السوري انه لم يعد هناك صمت واننا نتحرك ضد المذبحة التي يرتكبها النظام». وأضافت «نحن نعد لمسيرة ضخمة بمشاركة جمعيات واحزاب سياسية وفاعليات اخرى في المجتمع المدني»، من دون ان تحدد موعدها. وفي 5 آب (اغسطس) الجاري تأسست في تونس جمعية تضامن مع الشعب السوري بمبادرة من عدة احزاب ومنظمات غير حكومية وشخصيات مستقلة، وفق ما اعلن منسقها القاضي السابق مختار اليحياوي. وصرح اليحياوي لدى اعلانه تشكيل الجمعية التي اطلق عليها اسم «التنسيقية التونسية لدعم الشعب السوري» «اننا نعلن دعمنا كفاح الشعب السوري من اجل حريته». وطالب عضو «الهيئة العليا لتحقيق أهداف الثورة» الصحافي سفيان الشورابي في رسالة الى الحكومة الانتقالية التونسية ب «استدعاء السفير التونسي في دمشق وطرد السفير السوري في تونس». وقال الشورابي في رسالته انه «اذا كان المجتمع المدني التونسي والحركات السياسية اخذت مواقف شجاعة دعماً للشعب السوري في نضاله من اجل الديموقراطية فان صمت وزارة الخارجية امام المجازر التي يتعرض لها الشعب السوري لا يمكن الا ان يثير علامات الاستفهام والاستهجان». وتستضيف تونس في 12 ايلول (سبتمبر) مؤتمراً للمعارضة السورية سيعقد فيها لاول مرة.