ارتفع عدد القتلى السوريين بنيران قوات الأمن السورية إلى 22 خلال يوم الجمعة بما في ذلك سبعة قتلوا بعد صلاة التراويح فيما عبرت دول مجلس التعاون الخليجي أمس عن «القلق البالغ والأسف الشديد» حيال «الاستخدام المفرط للقوة» في سوريا داعية إلى «الوقف الفوري لإراقة الدماء» في هذا البلد. وأوضح بيان للمجلس أن دوله «تتابع بقلق بالغ وأسف شديد تدهور الأوضاع» في سوريا و»تزايد أعمال العنف والاستخدام المفرط للقوة ما ادى الى سقوط عدد كبير من القتلى والجرحى»، واضاف «اذ تعرب دول المجلس عن اسفها وحزنها لاستمرار نزيف الدم، تؤكد حرصها على امن واستقرار ووحدة سوريا، وتدعو الى الوقف الفوري لاعمال العنف واي مظاهر مسلحة، ووضع حد لاراقة الدماء واللجوء الى الحكمة، واجراء الاصلاحات الجادة والضرورية، بما يكفل حقوق الشعب ويصون كرامته، ويحقق تطلعاته». والبيان هو الاول من نوعه للمجلس تجاه الاحداث في سوريا، يشار الى ان الدول الخليجية لعبت الدور الابرز في المسألة الليبية، كما انها صاحبة مبادرة ما تزال هي الاقوى بين الحلول المطروحة لانهاء الازمة في اليمن. وفي سوريا افاد ناشط حقوقي السبت ان عدد المتظاهرين الذين قتلوا بنار رجال الامن الجمعة في مدن سورية عدة بلغ 22 شخصًا بينهم سبعة سقطوا اثناء التظاهرات التي جرت بعد صلاة التراويح، وقال رئيس الرابطة السورية لحقوق الانسان عبدالكريم ريحاوي أن تظاهرات جمعة «الله معنا» اسفرت عن «مقتل 22 شخصًا بينهم 15 قتيلاً سقطوا في مظاهرات الظهر وسبعة قتلى سقطوا مساء عقب صلاة التراويح»، واشار ريحاوي الى ان «عدد القتلى مرشح للارتفاع بسبب وجود حالات خطرة بين الجرحى الذين تجاوز عددهم العشرات». مظاهرة في الكويت وفي الكويت تظاهر مئات الكويتيين مساء الجمعة تعبيرًا عن تضامنهم مع الشعب السوري، في العاصمة الكويتية ودعوا الى طرد السفير السوري واستدعاء السفير الكويتي من دمشق، وتظاهر اكثر من 300 شخص وسط اجراءات امنية مشددة، وهم يرفعون العلم السوري ولافتات كتبت عليها شعارات معادية للنظام السوري امام السفارة السورية في المشرف (20 كلم جنوب العاصمة)، داعين الى رحيل السفير السوري. وفي الوقت نفسه تجمع نحو الف شخص امام مقر مجلس الامة الكويتي حيث طالب خطباء بقطع العلاقات بين الحكومة الكويتية ونظام الرئيس بشار الاسد، وقال مسلم البراك احد نواب المعارضة امام الحشد ان «وجود السفير السوري هنا ووجود السفير الكويتي في دمشق يشكلان اهانة كبيرة للشعب الكويتي». اما رئيس البرلمان العربي النائب الكويتي علي الدقباسي فقد دعا الدول العربية والاسلامية الى طرد سفراء سوريا للاحتجاج على القمع الدموي الذي ادى الى مقتل اكثر من الفي شخص، ولم يسمح سوى للكويتيين بالمشاركة في التظاهرتين اذ ان الشرطة منعت مئات السوريين والعرب من الانضمام اليهم. وكانت الحكومة الكويتية عبرت الخميس عن «المها البالغ لاستمرار نزيف الدم» في سوريا، داعية الى «الحوار والحل السياسي» بعيدًا عن المعالجات الامنية، كما افاد مصدر رسمي، ودعت الى «الشروع بتنفيذ الاصلاحات الحقيقية التي تلبي المطالب المشروعة للشعب السوري بعيدًا عن المعالجات الامنية وذلك حتى يتحقق الامن والاستقرار وحقن الدماء»، كما اعربت عن «خالص التعازي والمواساة لذوي الضحايا الذين سقطوا جراء تلك الاوضاع». دعوة للمغادرة من جهتها دعت الولاياتالمتحدة الرعايا الامريكيين من جديد الى مغادرة سوريا «فورًا»، معبرة عن قلقها المتزايد من قمع الحركة الاحتجاجية في هذا البلد، وقالت الخارجية الامريكية في المذكرة انها «تدعو الرعايا الامريكيين في سوريا الى الرحيل فورًا بينما ما زال النقل التجاري متوفرًا». وقالت الخارجية الامريكية الجمعة ان دمشق فرضت «قيودًا صارمة» على تنقلات الدبلوماسيين الأمريكيين في الداخل، وأوضحت مذكرة الخارجية الامريكية ان «القيود التي تفرضها الحكومة السورية على المراقبين بما في ذلك احتجاز دبلوماسيين معتمدين لفترة قصيرة، جعل من الصعب على موظفي سفارة الولاياتالمتحدة تقييم المخاطر الحالية او الاستمرار المحتمل للعنف بشكل مناسب». واضافت ان التظاهرات في سوريا «قمعت بعنف» منذ مارس، محذرة الرعايا الامريكيين من ان «تظاهرات يمكن ان تحدث بانذار مسبق قصير او بدون انذار وفي اي مكان وليس ايام الجمعة فقط كما جرى من قبل»، ودعت الرعايا الامريكيين الى «تجنب مناطق التظاهرات اذا امكن والحذر عند حدوثها»، محذرة من «الجهود السورية لنسب الاضطرابات الداخلية الجارية الى تأثيرات خارجية قد يعزز مشاعر العداء للاجانب»، وتابعت ان «الامريكيين الموقوفين قد يجدوا انفسهم في مواجهة اتهامات بالتحريض او بالتجسس»، موضحة ان السلطات السورية لا تبلغ السفارة الامريكية عند توقيف اميركيين الا بعد ايام او اسابيع، وترفض السماح بزيارات قنصلية لهم. عقوبات جديدة وفي واشنطن أيضًا أعلن البيت الابيض ان الرئيس الامريكي باراك اوباما بحث مع نظيره الفرنسي نيكولا ساركوزي والمستشارة الالمانية انغيلا ميركل استمرار القمع في سوريا، موضحًا ان القادة الثلاثة اتفقوا على التفكير ب»اجراءات اضافية» ضد نظام بشار الاسد. وقالت الرئاسة الامريكية في بيان الجمعة ان اوباما اجرى محادثات هاتفية مع ساركوزي وميركل كل على حدة. واضافت ان «القادة دانوا استخدام العنف بشكل متواصل وبدون تمييز ضد الشعب السوري»، واضاف البيت الابيض ان القادة الثلاثة «رحبوا» بالبيان الرئاسي الذي صدر الاربعاء عن مجلس الامن الدولي والذي «يدين الانتهاكات الواسعة لحقوق الانسان واستخدام العنف ضد المدنيين من جانب السلطات السورية»، كما اتفق القادة الثلاثة على «التفكير في اجراءات اضافية للضغط على نظام الرئيس (السوري بشار) الاسد ودعم الشعب السوري». وجاءت هذه المشاروات الهاتفية بينما يبدو ان واشنطن تتجه لدعوة الرئيس الاسد مباشرة الى مغادرة السلطة بعدما رأت هذا الاسبوع ان وجوده يؤدي الى عدم استقرار ويضع المنطقة على «طريق خطير». وكانت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون صرحت الخميس ان النظام السوري مسؤول عن مقتل اكثر من الفي شخص، مجددة التأكيد على ان واشنطن تعتبر ان الاسد «فقد شرعيته لحكم الشعب السوري»، واضافت ان الولاياتالمتحدة ستحض الاوروبيين والعرب وسواهم على ممارسة قدر اكبر من الضغوط على نظام الاسد لكي يوقف قمعه الدموي للمحتجين المطالبين بالديموقراطية. من جهته، قال المتحدث باسم البيت الابيض جاي كارني الخميس ان «الاسد على طريق الرحيل (...) علينا جميعًا ان نفكر في مرحلة ما بعد الأسد كما يفعل اصلا ال 23 مليون سوري».