سيول – أ ب، رويترز، ا ف ب – تبادلت سيول وبيونغيانغ إطلاق نيران مدفعية أمس، قرب الحدود البحرية المتنازع عليها في البحر الأصفر. وقال ناطق باسم وزارة الدفاع الكورية الجنوبية إن كوريا الشمالية أطلقت ثلاث قذائف قرب الحدود البحرية في البحر الأصفر، مضيفاً: «رددنا بإطلاق ثلاث قذائف سقطت قرب خط الحدود الشمالية». وسقطت جميع القذائف في البحر، ولم تسفر عن إصابات، لكن إحداها التي أطلقتها كوريا الشمالية سقطت قرب جزيرة «يونبيونغ» الكورية الجنوبية التي قصفتها بيونغيانغ في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، ما أدى إلى مقتل أربعة أشخاص، بينهم مدنيان. وسبّب القصف ذعراً لدى سكان الجزيرة، والذين كانوا يستعدون للنزول الى الملاجئ. لكن السلطات طلبت منهم البقاء في منازلهم، بعد عودة الهدوء. وقال مسؤول حكومي كوري جنوبية: «نسعى الى التحقق ما إذا كان إطلاق (القذائف) عرضياً أو متعمداً». والقصف الكوري الشمالي كان مفاجئاً، إذ إن أياً من الدولتين كانتا تجريان تدريبات عسكرية. لكن مصادر في سيول اعتبرتها تحذيراً، قبل مناورات سنوية كورية جنوبية - أميركية مقررة الأسبوع المقبل، واعتبرتها بيونغيانغ «استفزازاً شنيعاً»، مذكّرة بقدرتها على «الردع النووي». وشهدت الحدود البحرية بين الكوريتين، والتي رسمها الجيش الأميركي من جانب واحد في نهاية الحرب الكورية (1950-1953)، مواجهات دامية بين الدولتين أعوام 1999 و2002 و2009، أسفر عن مقتل عشرات البحارة. لكن هذا الحادث يأتي بعد انفراج في العلاقات بين الدولتين، إذ التقى مسؤول كوري شمالي بارز مسؤولين أميركيين في نيويورك الشهر الماضي، للتفاوض حول سبل استئناف المحادثات السداسية لتفكيك البرنامج النووي لبيونغيانغ، كما عقد مسؤولان من الكوريتين لقاءً ودياً في اندونيسيا، على هامش منتدى إقليمي حول الأمن. تزامن القصف مع تقارير أوردتها وسائل إعلام في سيول أفادت بأن فريقاً من عملاء كوريا الشمالية كُلّف قتل وزير الدفاع الكوري الجنوبي كيم كوان جين، بعد قوله إن بلاده سترد عسكرياً إذا كررت بيونغيانغ هجومها على الجنوب. ونقلت صحيفة «جونغ إنغ إيلبو» عن مسؤول حكومي بارز قوله إن الحكومة وفّرت حماية أمنية مشددة لكيم، فيما نقلت وكالة أنباء «يونهاب» الكورية الجنوبية عن مصدر حكومي قوله إن مسؤولين في الاستخبارات يحاولون تحديد عدد فريق الاغتيال، ومعرفة هل هم عملاء أرسلتهم بيونغيانغ، أم أجانب دخلوا الجنوب من دولة ثالثة بأمر من الشمال.