بكين، سيول، واشنطن - أ ف ب، رويترز – حذّرت الصين من اي نشاط عسكري في منطقتها الاقتصادية الحصرية التي تمتد الى ابعد من مياهها الاقليمية وصولاً الى 370 كيلومتراً من سواحلها، وذلك عشية المناورات العسكرية التي يجريها الجيشان الأميركي والكوري الجنوبي بدءاً من غد الاحد في البحر الأصفر الذي شهد الثلثاء الماضي تبادلاً للقصف بين الكوريتين اسفر عن مقتل اربعة اشخاص في الشطر الجنوبي بينهم عسكريان. وبحثت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون التوتر بين الكوريتين في محادثات هاتفية اجرتها مع مسؤولين صينيين. كما تحدث وزير الخارجية الصيني يانغ جيتشي مع نظيره الكوري الجنوبي، والتقى السفير الكوري الشمالي في بكين، لحض سيول وبيونغيانغ على الهدوء وضبط النفس وحل المشاكل عبر الحوار. واستبقت كوريا الشمالية «استعراض القوة» الاميركي في البحر الاصفر بتدريبات مدفعية دفعت من تبقّى من سكان في جزيرة يونبيونغ الحدودية بين الكوريتين الى الاختباء في الملاجئ. وجدد الناطق باسم الخارجية الصينية هونغ لي التأكيد امس، على ان موقف بلاده من المناورات الاميركية – الكورية الجنوبية «ثابت وواضح»، اذ «نعارض أي عمل عسكري في منطقتنا الاقتصادية الحصرية من دون إذن». ووصف الوضع في شبه الجزيرة الكورية بأنه «معقد جداً وحساس، لذا يجب ان تساعد كل الأطراف المعنية في إزالة التوتر وحماية السلام والاستقرار». وزاد: «يجب التركيز على إحياء المحادثات السداسية المتعثرة»، علماً ان الرئيس الاميركي باراك أوباما سيبحث مع نظيره الصيني هو جينتاو خلال أيام، الموقف في شبه الجزيرة الكورية، لكن أي موعد لم يحدد لذلك. ولفت انتقاد وسائل اعلام كورية جنوبية موقف الصين «الحيادي والمتسامح» مع كوريا الشمالية، واعتبرت صحيفة «كوريا تايمز» ان «خطاب بكين الغامض يعكس شعوراً عاماً بأنها تفضل استمرار الوضع الحالي على احلال السلام في شبه الجزيرة». وتساءلت الصحيفة عن مغزى «مسارعة روسيا ودول اخرى الى ادانة القصف الكوري الشمالي لجزيرة يونبيونغ، فيما ردت الصين بشكل مختلف، واكتفت بابداء ألمها واسفها للخسائر البشرية»؟، علماً ان وزير الخارجية الصيني يانغ جيتشي ارجأ زيارة كانت متوقعة الى سيول أمس، متذرعاً بانشغالاته. وترافق ذلك، مع تعهد سيول بمراجعة سياسة ردها العسكري «المتسامح الى الآن»، مع تعيين كيم كوان جين وزيراً جديداً للدفاع خلفاً لكيم تاي يونغ، الذي استقال اول من امس، متحملاً مسؤولية التقصير في مواجهة القصف من الشمال. وأكدت الرئاسة الكورية الجنوبية ان مهمة كيم ستشمل «التصدي بسرعة وحزم للأزمة الحالية واعادة ثقة السكان في الجيش»، علماً ان كيم شغل منصب رئيس الاركان بين عامي 2006 الى 2008، ويُعرف بقدراته القيادية العالية وتجربته في الاستراتيجية العسكرية بعد خدمة استمرت 40 سنة. في المقابل، نفذت كوريا الشمالية تدريبات مدفعية، مؤكدة ان مناورات «الامبرياليين الأميركيين ودميتهم الكورية الجنوبية العدائية» موجهة ضد بيونغيانغ، وتضع شبه الجزيرة «على شفير الحرب». وجدد ذلك حالَ الذعر في جزيرة يونبيونغ والعاصمة سيول، لكن الجيش الكوري الجنوبي قال إن «نار المدفعية بعيدة»، نافياً سقوط قذائف داخل البلاد. واعتبر المقرر الخاص للامم المتحدة لحقوق الانسان في كوريا الشمالية مرزوقي داروسمان خلال زيارته سيول ان بيونغيانغ يجب ان تتجنب العزلة، داعياً الى مواصلة برنامج المساعدات الانسانية للشعب الكوري الشمالي والذي توقف بعد قصف الجزيرة الجنوبية.