قبل أيام من جولة مفاوضات قد تكون حاسمة مع الدول الست المعنية بملفها النووي، كرّرت إيران أنها «تعيد تصميم» مفاعل آراك الذي يعمل بماء ثقيل، لخفض إنتاجه من البلوتونيوم المُستخدَم في صنع قنبلة ذرية. وأجرت طهران أخيراً محادثات مع الولاياتالمتحدة وروسيا وفرنسا، في محاولة لتسوية خلافات تعرقل البدء بصوغ اتفاق نهائي يطوي ملفها النووي، قبل 20 تموز (يوليو) المقبل، تطبيقاً لاتفاق جنيف الذي أبرمته إيران والدول الست (الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا) في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي. ويعقد الجانبان جولة محادثات على مستوى وزاري في فيينا، بين 16 و20 من الشهر الجاري. وثمة تباينات جوهرية بين الجانبين، خصوصاً في شأن تخصيب اليورانيوم وعدد أجهزة الطرد المركزي المُستخدَمة في التخصيب، ومفاعل آراك الذي تعلن طهران أنه سينتج نظائر مشعة تُستخدم في علاج السرطان وأمراض أخرى. لكن الغرب يعتبر أن المفاعل سينتج لدى تشغيله، بلوتونيوم يكفي لصنع قنبلة ذرية. ونصّ اتفاق جنيف على وقف إيران البناء في المفاعل. وكان ديبلوماسي غربي اعتبر بعد جولة مفاوضات بين إيران والدول الست في فيينا في أيار (مايو) الماضي، أن طهران تراجعت عن استعدادها لتبديد مخاوف غربية في شأن قدرة محتملة للمفاعل على إنتاج سلاح نووي. لكن رئيس المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية علي أكبر صالحي أعلن عزم بلاده على خفض كمية البلوتونيوم التي يمكن إنتاجها في آراك، «من نحو 9 - 10 كيلوغرامات سنوياً، إلى أقل من كيلوغرام واحد». وأضاف: «نعيد تصميم المفاعل لإعداد هذا التغيير». أتى إعلان صالحي بعد ساعات على لقاء في روما عقده عباس عراقجي، نائب وزير الخارجية الإيراني، مع نظيره الروسي سيرغي ريابكوف، وقال عراقجي إن الاجتماع كان «مفيداً»، مشيراً إلى أن الطرفين «تبادلا وجهات النظر في شأن المسائل التي ستُطرح» خلال جولة فيينا الأسبوع المقبل. ولفت إلى أن طهران وموسكو «تتبادلان دوماً وجهات النظر في شأن الملف النووي الإيراني». أما ريابكوف فأشار إلى «تقدّمٍ في صوغ اتفاق»، مضيفاً: «نحن متفائلون نسبياً عشية جولة مفاوضات فيينا». ولفت إلى «ازدياد احتمالات» تحقيق تقدّم، معتبراً أن ذلك «يعزّز التفاؤل، ولكن الأمر يتطلّب جهوداً إضافية». واستدرك أن الأمر يقتصر في هذه المرحلة على «معرفة إلى أي حدّ يمكننا التقدّم في الجولة المقبلة، وأين يمكن أن نواجه مشكلات جدية». وتابع أن آفاق تحقيق تقدّم تتضح «في بعض الجوانب»، وزاد: «ننتقل من الحوار العادي إلى البحث عن حلول ملموسة».