كشف تقرير علمي أصدرته جامعة البصرة أخيراً، انتشار نوع نادر من الأفاعي الأفريقية السامّة في جنوب العراق. وأشار التقرير الذي أعدّه أكاديميون في الجامعة، إلى ان الأفعى المذكورة تنتمي إلى نوع ال «مامبا»، وموطنها الأصلي وسط أفريقيا. وأوضح الباحثون الذين أعدّوا التقرير، أنهم لم يكتشفوا الكيفية التي دخلت فيها تلك الأفعى إلى جنوب العراق، لكنهم رجحوا أنها أُدخِلت عمداً، مستبعدين ان يكون وجودها في بيئة الجنوب ناتج عن الهجرة. وطبقاً لما جاء في التقرير، يتركّز وجود أفاعي ال «مامبا» الدخيلة في محافظة ذي قار (مركزها الناصرية، قرابة 350 كيلومتراً جنوب بغداد)، حيث عُثِر على مجموعات كبيرة منها في مناطق سيد دخيل والحصونة والإصلاح والغرّاف. وبيّن التقرير ان ال «مامبا» السامّة تمثل أحد كوابيس أفريقيا، بل إنها من أخطر الأنواع الحيوانية، موضحاً أنها تقطن مناطق تمتد بين شرق أفريقيا (في جنوب إثيوبيا) وجنوب أفريقيا. وتعتبر ال «مامبا» ثاني أطول الثعابين السامّة بعد أفعى ال «كوبرا الملك». ويصل متوسط طول ال «مامبا» إلى 4 أمتار، وتشترك مع ال «كوبرا» بأنهما ينتميان الى العائلة ذاتها، ولهما السمّ نفسه الذي يضرب الجهاز العصبي للفريسة. ولفت التقرير إلى أن كمية السمّ الناتجة عن عضة مفردة لهذه الأفعى، تستطيع قتل قرابة 20 رجلاً، مشيراً إلى تصنيفها علمياً من قِبل علماء الزواحف وخبراء الحياة البرية، كأشرس ثعبان عالمياً. وتحدّث التقرير عينه عن وجود ثلاثة أنواع من الحيوانات الغريبة عن العراق في مدنه الجنوبية، وأولها صغار التماسيح التي رُميت في مستنقعات هور «أصلين»، لكنها اختفت بعد ايام قليلة بعد ان هاجمتها الطيور الجارحة. وكذلك ظهرت أعداد غير متوقعة من أسماك القرش القاتلة في أنهار سوق الشيوخ والجبايش، وقبلها ظهرت حيوانات من فصيلة كلبية ضارية، سمّيت شعبياً بال «كراطة»، انتشرت في مناطق كرمة علي وأبو صخير وأم عنيج. وتتوزّع هذه المناطق جميعها بين مدينتي البصرة والناصرية في جنوب العراق. حضور السمّ وغياب الترياق على الصعيد ذاته، أكّدت تقارير طبية أن أفعى ال «مامبا» بدأت الزحف نحو الأحياء السكانية في المحا، بل انها شرعت في النمو والتكاثر بمعدلات مفزعة في محافظة ذي قار. وسُجّلت هجمات لهذه الأفاعي على عدد من المواطنين أخيراً. وأوردت هذه التقارير أيضاً أن محافظة ذي قار لا تملك الأمصال والأدوية اللازمة لمعالجة لدغات هذه الأفعى. في المقابل، لاحظ الاطباء والكوادر الصحية أن محاولة حقن المصاب بالأدوية المتوافرة تتسبّب بنزيف فوري في أجزاء متفرقة من جسمه. عموماً، يكتشف علماء البيئة أحياناً وجود أنواع من الزواحف أو أصناف حيوانية اخرى في غير مواطنها الأصلية، وفي كثير من الأحيان، يجهل العلماء طُرُق انتقالها، لكنها تختفي سريعاً. وحدث هذا الأمر مرّات عدّة في مناطق جنوب العراق. لكن علماء العراق يشيرون إلى أن الخطورة في حال أفعى ال «مامبا» تتمثّل في أنها بدأت بالتكاثر بشكل مخيف.