اتفق الأمين العام ل «حزب الله» السيد حسن نصرالله ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط في لقاء بعيد من الأضواء، ليل أول من أمس، على «طي صفحة الماضي وفتح صفحة جديدة... واعادة بناء الثقة بين الأطراف السياسيين على قاعدة احترام الاختلاف والتنوع». وأنهى اللقاء قطيعة بين الرجلين امتدت زهاء 3 سنوات، إذ أن آخر مرة التقيا فيها كانت حول طاولة الحوار الوطني التي كان يدير اجتماعاتها رئيس البرلمان نبيه بري في حزيران (يونيو) العام 2006، بعدما توقفت اللقاءات الثنائية بينهما العام 2005، إثر صدور التقرير الثاني للجنة التحقيق الدولية في اغتيال الرئيس رفيق الحريري، بفعل الخلاف على الموقف من سورية. وجاء اللقاء في أجواء سياسية تتأرجح بين الدعوة الى التلاقي والحوار بعد الانتخابات النيابية، وبين الحدة في المواقف بعد خطاب نصرالله قبل يومين، والذي انتقد فيه البطريرك الماروني نصرالله صفير، والأكثرية بأنها فازت مستخدمة المال والتحريض الطائفي والمذهبي. وفيما رجحت ردود الفعل ان يؤسس اللقاء لمرحلة جديدة من الانفراج، علمت «الحياة» انه لم يتناول المرحلة المقبلة واستحقاقاتها بالتفصيل، رغم التطرق اليها، خصوصا موضوع أسس تشكيل حكومة الوحدة الوطنية المقبلة نظراً الى ان هذا الأمر يحتاج الى البحث فيه مع المرشح الوحيد لرئاسة الحكومة حتى اشعار آخر زعيم تيار «المستقبل» النائب سعد الحريري، الذي يجري التحضير للقاء بينه وبين نصرالله بعد عودته من السعودية. وقالت مصادر اطلعت على جانب من اللقاء ان نصرالله وجنبلاط اتفقا على أنهما في خندق واحد في مواجهة الخطر الإسرائيلي، وعلى سحب موضوع سلاح الحزب من التداول وحصره بطاولة الحوار الوطني. وكانت «العلاقات الإعلامية» في «حزب الله» أكدت في بيان لها صباحا ان نصرالله وجنبلاط أكدا ضرورة العمل سوية للانتقال بلبنان والمنطقة من حال التأزم الى حال التعاون بين الجميع لمواجهة الاستحقاقات الكبرى. ومساء صدر عن مفوضية الإعلام في الحزب التقدمي الاشتراكي بيان أكد أنه «جرى التطرق (خلال اللقاء) الى جملة من الملفات في جوٍ من المصارحة التامة والإيجابية، وتناول البحث أحداث السنوات السابقة بكل مفاصلها ومحطاتها حيث تم التأكيد على طي صفحة الماضي وفتح صفحة جديدة، بالإضافة الى السعي الإيجابي لتكريس روحية العيش المشترك لا سيما في بعض المناطق بما يتيح اعادة تفعيل الحياة الاقتصادية والاجتماعية المشتركة بمعزل عن ذيول الماضي». واضاف البيان: «تطابقت القراءة المشتركة للوضع العربي وللمخاطر الاسرائيلية على لبنان والمنطقة في ضوء المواقف الإسرائيلية الأخيرة ما يستدعي رصّ الصفوف على المستوى الداخلي والذهاب في اتجاه تكريس الوحدة الوطنية وتعزيزها واستثمار المناخات الوفاقية التي تولدت بعد الانتخابات لإعادة بناء الثقة والصدقية بين الأطراف السياسية على قاعدة احترام الاختلاف والتنوع». وأوضح انه «بالنظر الى دقة المواضيع التي تضمنها الاجتماع وحساسيتها، يعتذر رئيس الحزب وليد جنبلاط عن إجراء المقابلات الصحافية في هذه المرحلة». وفيما ساد التكتم من الجانبين على ما تناوله اللقاء، قال وزير العمل محمد فنيش (حزب الله) أنه «ستكون له نتائج سياسية ايجابية للغاية». واعتبر وزير الأشغال غازي العريضي (الاشتراكي) أن «هناك مرحلة جديدة ولا بد من التركيز على الإيجابيات وبهذا اللقاء ستكون الأمور ايجابية». ورأى وزير الدولة رئيس حركة التجديد الديموقراطي نسيب لحود ان اللقاء «خطوة إيجابية على الطريق الصحيح»، آملاً بأن يكون «فاتحة لتطبيع العلاقات بين كل الفرقاء في لبنان من دون استثناء وصولاً الى مصالحة وطنية شاملة». من جهة ثانية، أصدرت المحكمة العسكرية الدائمة برئاسة العميد الركن نزار خليل مساء أمس أول حكم في حق مجموعة مسلحة خططت لضرب قوات «يونيفيل» في لبنان واطلاق صواريخ في اتجاه الأراضي الفلسطينية المحتلة.