كابول، لندن – أ ف ب، يو بي آي، رويترز - فتحت قيادة قوات التحالف في أفغانستان أمس، تحقيقاً حول ملابسات سقوط مروحية تابعة لها، ما أسفر عن أكبر عدد من القتلى من الجنود الأميركيين في حادث واحد خلال عشر سنوات من الحرب. وتبين أن الجنود الأميركيين ال30 القتلى هم من القوات الخاصة التابعة للبحرية التي قتلت زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن. كما قتل في تحطم المروحية ليل الجمعة، سبعة أفغان ومترجم، وذلك بعد أسبوعين من بدء القوات الأجنبية تسليم المسؤولية الأمنية الى القوات الأفغانية. وسارعت «طالبان» إلى إعلان مسؤوليتها عن إسقاط الطائرة بقذيفة صاروخية غير أن مراقبين بدوا حذرين في ذلك، معتبرين أن الحركة تبالغ عادة في تبني الأحداث التي تتضمن أهدافاً أجنبية أو تابعة للحكومة الأفغانية، علماً أن مسؤول في واشنطن قال إن من المعتقد أن الطائرة تم إسقاطها. وأكدت لندن أمس، أن تحطم المروحية الأميركية من طراز «تشينوك» في إقليم واردك، لن يؤثر في تصميمها في مساعدة الشعب الأفغاني في تحقيق مستقبل مستقر وآمن. واعتبر وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ألستير بيرت في تصريح الى هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) أن بلاده «ستواصل العمل بثبات إلى جانب الولاياتالمتحدة والحكومة الأفغانية في سعيها لتأمين أراضي أفغانستان». ووصف حادث إسقاط المروحية الأميركية بأنه مأساة، وقال إن من السابق لأوانه معرفة حقيقة ما حدث «لكن ذلك وقع، وفقدان هذا العدد الكبير من الجنود هو مدعاة للأسف العميق». وأضاف أن تحطم المروحية العسكرية «أمر محزن، ويدل على تمسك كل من الولاياتالمتحدة وبريطانيا والحكومة الأفغانية بالعمل على جعل أفغانستان آمنة ومستقرة في المستقبل». وقال الجنرال جون ألن الذي تسلم قيادة القوة الدولية للمساعدة في إحلال الأمن في أفغانستان (ايساف) من الجنرال ديفيد بتريوس منذ ثلاثة أسابيع في بيان: «لا تستطيع الكلمات أن تصف الحزن الذي نشعر به بعد هذه الخسارة المأسوية.» وأضاف: «كل من قتلوا في هذه العملية كانوا أبطالاً حقيقيين أعطوا الكثير دفاعاً عن الحرية». وقال مسؤول أميركي إن بعض القتلى الأميركيين أعضاء في القوات الخاصة التابعة للبحرية الأميركية وهي الوحدة التي قتلت زعيم تنظيم «القاعدة» في أيار (مايو) الماضي في باكستان ولكن لم يكن أي من القتلى ضمن الفرقة التي أغارت على بن لادن. وقال وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا إن الولاياتالمتحدة «ستبقى على النهج» حتى تكمل المهمة في أفغانستان وهي نفس الروح التي عبر عنها الأمين العام لحلف شمال الأطلسي أندرس فوغ راسموسن. ومن شأن تحطم المروحية أن يثير المزيد من التساؤلات في شأن عملية نقل المسؤولية الأمنية ومدى الحاجة الى بقاء القوات الأجنبية في أفغانستان. ومن المقرر أن تنسحب كل القوات القتالية الأجنبية من أفغانستان بنهاية عام 2014 ولكن بعض أعضاء الكونغرس الأميركي يتساءلون عما إذا كانت وتيرة تسليم المسؤولية الأمنية تجري بالسرعة اللازمة. الى ذلك، أعلنت «ايساف» مقتل أربعة من عسكرييها في هجومين مختلفين جنوب وشرق أفغانستان. وأعلن الحلف «الأطلسي» الذي يقود القوات الأجنبية في أفغانستان أن «عسكريين من ايساف قتلا في هجوم شنه مقاتلون في شرق أفغانستان» الأحد وقتل اثنان آخران «في هجوم شنه مقاتلون في جنوب» البلاد، من دون مزيد من التوضيحات. وتعود الحلف الأطلسي عدم كشف جنسية عسكرييه القتلى ولا مكان سقوطهم تاركاً ذلك لسلطات بلدانهم.