أفاد مصدر حكومي أفغاني لفرانس برس الاثنين ان حركة طالبان نصبت كمينا للقوات الاميركية أدى الى اسقاط المروحية ووقوع 38 قتيلا بينهم ثلاثون عسكريا اميركيا، في افدح خسائر يتكبدها التحالف منذ اجتياح افغانستان قبل حوالى عشر سنوات. وقتل 38 شخصا هم ثلاثون عسكريا اميركيا بينهم العديد من عناصر القوات الخاصة، وسبعة من عناصر القوات الخاصة الافغانية ومترجم مدني، عند تحطم المروحية الاميركية من نوع تشينوك خلال قيامها بعملية ضد حركة طالبان الجمعة. وهي اكبر خسائر بشرية تتكبدها القوات الاميركية والاطلسية منذ ان اجتاح ائتلاف بقيادة اميركية هذا البلد في نهاية 2001 على اثر اعتداءات 11 ايلول سبتمبر. وقال المسؤول الحكومي الكبير الافغاني لفرانس برس طالبا عدم كشف هويته "تأكد ان المروحية اسقطت في كمين نصبه القيادي المحلي في طالبان قاري طاهر". وأوضح المصدر "انه قدم معلومات خاطئة للاميركيين وقال لهم ان هناك اجتماعا لمقاتلي طالبان في مجموعة من المنازل وكان يعرف الطريق التي ستسلكها المروحية فتمركز مع رجاله على الجبال من جانبي الوادي". وتابع انه "عند اقتراب المروحية هاجموها بالصواريخ وباسلحة عصرية اخرى" مشيرا الى اصابتها "بعدة طلقات" ما أدى الى سقوطها. وقال المسؤول ان حكومة الرئيس الافغاني حميد كرزاي المدعومة من قبل الولاياتالمتحدة "تعتقد ان الهجوم جاء انتقاما لمقتل اسامة بن لادن". ولم يصرح مصدر من طالبان بذلك مع تبني الحركة للهجوم الذي وقع في منطقة سيد اباد التي ينتشر فيها مقاتلو طالبان في ولاية وردك الى الجنوب الغربي من كابول. وأوردت وسائل الاعلام الاميركية ان بين القتلى عناصر من القوات الاميركية الخاصة "سيل تيم 6" وهي الوحدة السرية التي كانت وراء الغارة الجريئة التي اسفرت عن قتل بن لادن داخل باكستان في الثاني من ايار مايو الماضي. وقال متحدث بلسان قوة ايساف الدولية التابعة للحلف الاطلسي في افغانستان انها لا تزال تحقق في ملابسات الحادث بدقة، وذلك ردا على انباء حول وقوعها في كمين. وفي شرقي افغانستان اضطرت مروحية الاثنين الى الهبوط اضطراريا في ولاية باكتيا بدون وقوع اي اصابات، بحسب ايساف. واضافت ايساف في بيان لها ان "السبب في الهبوط الاضطراري للمروحية ما زال يخضع للتحقيق غير ان التقارير الاولية تشير الى عدم وجود انشطة معادية في المنطقة وقت الحادث". وأكد الرئيس الاميركي باراك اوباما ونظيره الافغاني حميد كرزاي الاحد "التزامهما" حيال افغانستان في مكالمة هاتفية جرت بينهما غداة حادث تحطم المروحية. وجاء في بيان صادر عن البيت الابيض ان اوباما قدم تعازيه لكرزاي عن مقتل الجنود الافغان فيما جدد كرزاي تعازيه لمقتل الجنود الاميركيين "في حادث ماساوي". وتابع البيت الابيض ان "الرئيسين جددا التزامهما بالمهمة في افغانستان التي تعتبر اساسية لامن بلدينا". وينتشر حوالى 140 الف جندي اجنبي حاليا في افغانستان، بينهم نحو 100 الف جندي اميركي. ومن المقرر رحيل كافة القوات القتالية الاجنبية عن افغانستان بنهاية 2014، غير ان تصاعد العنف في الشهور الاخيرة، وسلسلة اغتيالات في الجنوب المضطرب، اثارا تساؤلات حول مدى قدرة القوات الافغانية على الاضطلاع بالامن.