اختيرت الممثلة الجزائرية ليلى بختي وجهاً جديداً لشركة مستحضرات التجميل العالمية «لوريال»، والتي دأبت على اختيار سفيراتها من بين حسناوات العالم، ممثلات وعارضات أزياء وملكات جمال، لتكون بختي بذلك العربية الأولى التي ستظهر في إعلانات الشركة حول العالم. ليلى بختي ممثلة سينمائية ومسرحية جزائرية، عمرها 27 سنة وتعيش في فرنسا. احترفت التمثيل بالصدفة، إثر إرسالها صورة مصغرة لها إلى المسؤولة عن اختيار الممثلين لفيلم سينمائي صوّر قبل خمس سنوات، ولم ينجح أبداً. إلا أن بختي حازت الدور النسائي الأول فيه، الأمر الذي لفت إليها أنظار أهل الوسط الفني الباريسي، بصرف النظر عن جودة الفيلم وقلة رواجه الجماهيري. وقبل أن تحترف ليلى الفن، كانت تعمل بائعة في متجر للملابس يملكه شقيقها في مدينة أورليان الفرنسية. وتقول إنها لا تزال تتردد على المتجر، كلما سمح لها الوقت، لتبيع الفساتين والبنطلونات، كموظفة عادية، متجاهلة ما حققته أخيراً من شهرة، الأمر الذي يزيد الإقبال على المتجر، إذ يدخل الزبائن بدافع الفضول وللتحدث إلى بختي عن أدوارها وربما ليطلبوا منها توقيع صورة لها بأسمائهم أو بأسماء أولادهم. وظهرت بختي، منذ بدايتها الفنية، في عدد لا بأس به من الأفلام السينمائية والتلفزيونية، ثم المسرحيات. وأدّت أبرز أدوارها في أفلام «حركي» الذي يروي حكاية استقلال الجزائر، وفيلم «غشاشون» الكوميدي، و «أنت وأنا والآخرون» الذي يعرض مشاكل الهجرة في شكل كوميدي، و «كل ما يلمع» الذي أخرجته وتقاسمت بطولته مع بختي النجمة الفرنسية جيرالدين نكاش، حيث تتمحور القصة حول المطبات التي تتعرض لها صداقة فتاتين، وكيف يمكن الغيرة أن تعرقل علاقة كانت تبدو متينة. وأطلق هذا الفيلم شهرة بختي، إثر نجاحه الذي تعدى الحدود الفرنسية في عام 2010، الأمر الذي لا شك في أنه أثار غيرة زميلاتها بين الممثلات العربيات في باريس. وهناك أيضاً فيلم «يتبقى شيء من اللحم»، حيث تقاسمت بختي البطولة مع زميلها الجزائري رمزي بديا، و «الطريق المكرر» الذي يروي حكاية حب بين جزائرية وفرنسي في باريس بكل ما تتضمنه العلاقة من أزمات ثقافية واجتماعية. وتتباهى بختي بالأدوار العربية الإيجابية التي تؤديها، والتي بدت مخصصة للرجال فقط، مثل رشدي زم وسامي بوعجيلة وجمال دبوز المنتمية أصولهم مثلها إلى المغرب العربي. إذ بدأ هؤلاء، أخيراً، يفلتون من الشخصيات العربية السلبية من مثيل تجار المخدرات أو المجرمين. وذلك لمصلحة أدوار تحيل على أفراد عرب يحتلون مكانة طبيعية في المجتمع الفرنسي. لكن الوضع، حتى الأمس القريب، لم يكن مماثلاً بالنسبة إلى المرأة، إذ كانت الممثلة العربية المقيمة في فرنسا لا تزال حبيسة أدوار سلبية تقدم صورة منمّطة عن المغتربة. ولا شك في أن بختي تحتل اليوم مكانة رائدة في تغيير دور المرأة العربية في السينما والتلفزيون والمسرح في فرنسا. ولم يفت هذا الأمر المخرج السينمائي الروماني رادو ميخاليانو، فأعطى بختي بطولة فيلمه «منبع النساء» الذي صوّره في المغرب في شتاء 2010، وعرض في مهرجان «كان» السينمائي 2011. وأحاط ميخاليانو بطلة فيلمه بنخبة من الممثلات العربيات الأخريات حال حفصية حرزي وصابرينا وزاني وبيونة. وإضافة إلى اختيارها وجهاً إعلانياً، حازت بختي جائزة «أفضل أمل للسينما الفرنسية 2011»، الأمر الذي يتوقع أن يرفع أسهمها الفنية أكثر فأكثر في المستقبل القريب. وفي سهرة نهاية عام 2011 ستظهر بختي على شاشة التلفزيون الفرنسي في كوميديا استعراضية للصغار حيث ستغني وترقص للمرة الأولى.