صابرينا وزاني (22 سنة) ممثلة جزائرية الأصل باريسية الإقامة، عرفت الشهرة في صغرها حين اختارها السينمائي التونسي عبد اللطيف كشيش لتتقاسم بطولة فيلمه «التفادي» مع الفرنسية سارا فورستييه. ونجح الفيلم آنذاك لتعرضه لحياة شبان الضواحي الباريسية وعددهم الأكبر من المغتربين العرب، وبأسلوب لا علاقة له بما يعتاد الجمهور مشاهدته في هذا الميدان أي الانحراف والبطالة والإجرام. وقدَّم الفيلم صورة طبيعية لهؤلاء الأشخاص وفرض كيانهم كفئة من المجتمع الفرنسي مثل غيرها تتعلم وتكافح وتعمل وتحب الثقافة والرياضة وكل ما يصنع الحياة اليومية للفرد العادي في المجتمع. وبالتالي صار المنحرف في فيلم كشيش هو الهامشي المنتمي إلى أقلية ما، ولاقت هذه النظرة تصفيق الجمهور وكأنه كان يتلهف لها منذ حين، وبما أن وزاني أدت شخصية فتاة عربية تتعلم المسرح الكلاسيكي الفرنسي وتهوى مؤلفيه الكبار، لاحظها المشاهدون وتعاطفوا معها خصوصاً أنها تميزت بأداء مقنع من دون أن تكون تعلمت التمثيل ولا مارسته في حياتها من قبل. وأمام رواج الفيلم قررت وزاني الاستمرار في عالم الفن، فانضمت إلى مدرسة للدراما إضافة الى تعليمها المدرسي مكتسبة بالتالي حب المسرح. وتحولت لاحقاً إلى ممثلة محترفة تتلقى العروض وتدرسها في صحبة جميلة المسؤولة عن علاقاتها العامة والتي باتت صديقة لها وثم مع وكيل أعمالها لتحسن اختيار أدوارها وتتفادى الوقوع في فخ الشخصيات التقليدية المطروحة على الممثلات العربيات الشابات خصوصاً أن كل المخرجين لا يلقون على المغتربين نظرة عبد اللطيف كشيش نفسها، وكان من المستحيل على وزاني أن تكسر ما نجحت في فرضه منذ فيلمها الأول أي صورة الفتاة المغتربة الإيجابية. وبدا المسرح أفضل وسيلة لتنفيذ هذه الرغبة، لأنه كان سيصقل موهبتها من ناحية ولا يخضع لقوانين السينما نفسها ولا يفرق بين ممثلة فرنسية أصيلة وأخرى مغتربة عند توزيع الأدوار. وهكذا وقفت وزاني فوق خشبة مسرح «مونمارتر غالابرو» الباريسي مؤدية مجموعة من المواقف الرومانسية والدرامية في عمل تعرض للحب ومشاكله وحلاوته في بعض الأحيان. ولاقت المسرحية إقبالاً جماهيرياً الأمر الذي حث أهل المهنة الفنية على إلقاء نظرة مجددة تجاه وزاني، وعلى إعارتها الأهمية التي تستحقها أي ممثلة تجمع بين قدرة العمل أمام الكاميرا وفوق الخشبة من دون تمييز. وهكذا شاركت وزاني في حلقات تلفزيونية درامية مؤدية أحد أقوى الأدوار فيها غير أن المخرج السينمائي زافييه بوفوا منحها الدور النسائي الوحيد في فيلمه «رجال وآلهة» الذي عرض في مهرجان «كان» السينمائي الأخير وفاز في سهرة توزيع الجوائز بسعفة لجنة التحكيم الكبرى، ما سمح لوزاني بصعود الدرجات المفروشة بالسجاد الأحمر أمام عدسات كاميرات مجلات العالم وتلفزيوناته، حاملة صورة زميلها وصديقها الممثل الجزائري الشاب ياسمين بلمادي الذي خطفه الموت في خلال عام 2009 إثر حادث في الطريق العام في باريس. وتستعد وزاني اليوم لعمل مسرحي جديد، إضافة الى انشغالها بكتابة سيناريو فيلم قصير تتمنى تصويره في الجزائر فور عثورها على منتج يدعمها في مشروعها، خصوصاً أنها مشتاقة إلى أرض أجدادها وتحلم ببناء مستقبلها الفني بين فرنساوالجزائر. ومع ذلك كله تظل وزاني واعية كون المهنة الفنية غير مضمونة على المدى الطويل، إذ قررت متابعة تعليمها في الجامعة في شكل مواز لحياتها المهنية. وعن هواياتها، تمارس وزاني السباحة وركوب الخيل في شكل دوري، لأن التمثيل مبني إلى حد كبير على اللياقة البدنية، إضافة الى حبها للموسيقى وقراءة الروايات.