حذر رئيس لجنة التكافل الأسري في إمارة الشرقية الدكتور غازي الشمري الأسر، وبالذات النساء، من فتح الأبواب لنساء يطرقن الأبواب في نهار رمضان، وفي غياب الزوج (كأن يكون في العمل)، على أنهن محتاجات أو ظروفهن صعبة جداً، إلا أنهن لصات، أو يهدفن إلى الإضرار بالأسرة.وأوضح أنه ثبت أن بعضهن ربما تكون مدسوسة أو تستكشف البيت أو حتى تضر بربة المنزل، انتقاماً من الزوج أو أشياء أخرى، داعياً الأسر التنبه لهذا الأمر، وعدم التساهل فيه، وأخذ الحيطة، موصياً المحتاج بالذهاب للجمعيات التي تدعمها الأسر. وقال: «أحذر الأسرة من أخطار أصحاب النفوس الضعيفة»، مشيراً ل«الحياة» أنه «لم تُسجل حالات، إلا أن هذا الأمر من باب الحيطة والحذر، خاصة أن متسولات فعلياً يقتحمن المنازل دون استئذان، بحجة طلب المساعدة، مؤكداً أن «المجتمع في حاجة إلى وعي كامل بهذا الأمر». من جانبه، أشار المتخصص الاجتماعي أمين الهاني إلى أن «ظاهرة التسول ليست جديدة، أو حكراً على منطقة، وهي ظاهرة تزداد يوماً بعد آخر، خصوصاً خلال شهر رمضان، وهي في حاجة إلى مكافحة من خلال التوعية ومن خلال خطة تستهدف تكثيف الدوريات الأمنية في المناطق كافة، خصوصاً الأحياء السكنية والمراكز التجارية، التي يكثر فيها المتسولون»، مشيراً إلى أنه «لم يعد الوقوف عند إشارات المرور أو بالقرب من أجهزة الصرف الآلي، هو الطريقة الأنسب للمتسولين في شهر رمضان، إذ أصبحت هذه الوسائل للاستجداء قديمة ومكشوفة من جانب إدارات مكافحة التسول، وكل من يتسول بهاتين الطريقتين، سيكون عرضة لإلقاء القبض عليه»، مبيناً أن المتسولين يبتكرون طرقاً جديدة، تبعدهم عن أعين الأمن ومكافحة التسول، ومن بينها طرق أبواب البيوت، وهو الأمر الذي يستغله أيضاً اللصوص، أو من له أغراض خاصة»، مبيناً أن «هذه الفئة تمتلك وسائل وطرقا مختلفة لكسب المال ويمتلكون القدرة على الفرار والاختباء عند ملاحقتهم من قبل الجهات ذات العلاقة»، داعياً إلى «دراسة هذه الظاهرة والحد منها»، مركزاً على أن «الوعي المجتمعي بخطورة هذه الظاهرة سيكون السبب الرئيس في نجاحها».ولفت إلى أن «المتسولين يستغلون تعاطف أفراد المجتمع معهم في شهر رمضان، ويدخلون إلى البيوت، وقد يرتكبون سرقات تحت غطاء التسول»،. وأضاف «هؤلاء الأشخاص ينتمون إلى جنسيات عربية وآسيوية عدة، وبينهم سعوديون أيضاً، ويستخدمون أساليب متنوعة في التسول، إذ لجأ بعضهم إلى تغيير معالم أجساده، بما يوحي للآخرين بأنه في حالة ضعف ومرض، لإثارة عطف أفراد المجتمع، والحصول على ما تجود به أنفسهم، كما أن معظم المتسولات يحاولن تقليد السعوديات في ملبسهن، حتى يعطين انطباعاً بأنهن سعوديات». يشار إلى أن فرق الأمن الوقائي التابعة لشرطة المنطقة الشرقية، ألقت خلال الأشهر الأربعة الماضية القبض على 546 متسولاً، بينهم 235 من النساء والأطفال، وذكرت مصادر أمنية أن عدد المواطنين بينهم بلغ 361 شخصاً، فيما بلغ عدد المقيمين نحو 185 شخصاً، منهم 60 امرأة، و125 رجلاً، وكشفت عمليات التفتيش التي وقعت عليهم، العثور على مبالغ مالية وصكوك، وتقارير طبية مزورة، يستعطفون بها قائدي المركبات والمتسوقين وغيرهم، كما كشفت التحقيقات التي نفذتها أقسام الشرط مع المقبوض عليهم من المقيمين أن غالبيتهم من جنسيات عربية، تصدرتهم الجنسية اليمنية. وتشهد الميادين العامة، والتقاطعات الرئيسة في الدمام والخبر، والمساجد، والمجمعات التجارية حضوراً لافتاً للمتسولين خصوصاً من النساء والأطفال، في ظل غياب «مكافحة التسول»، ويعمد المتسولون إلى استهداف أماكن المساجد، خصوصاً بعد صلاة الجمعة لجمع الأموال من المصلين. ولا تقف عمليات الاحتيال على الوسائل التي يتبعها المتسولون فحتى المواقع تشهد تنافساً بين المتسولين خصوصاً في الميادين العامة ولدى الإشارات الضوئية، كونها تشهد زحاماً مرورياً تشكل عائقاً أمام الجهات التي تقوم بالقبض عليهم، كما تشكل في الوقت ذاته مساحة كافية من الوقت للهرب في حال حضرت تلك الجهات. وأوضح عاملون في مكافحة التسول، أن «المتسولين يلجئون إلى أساليب تستعطف المارة، سواء من خلال الأوراق الرسمية المزورة التي يحملونها، المتمثلة في بعض الصكوك التي لا يتسنى لقائد المركبة قراءتها، خصوصاً لدى الإشارات الضوئية، أو فواتير الكهرباء، أو الوصفات الطبية التي يتظاهرون بعدم مقدرتهم على شرائها». وذكر أحد العاملين في الصيدليات أن العديد من المتسولين يحملون وصفات طبية تضم أسماء أدوية، لا يمكن قراءتها إلا من جانب الأطباء والصيادلة.