أعلن الأردن عن استراتيجية وطنية للسياحة تهدف إلى توجيه القطاع السياحي إلى هدف شامل هو تحقيق زيادة في عائدات السياحة لتبلغ 4.2 بليون دينار أردني (5.9 بليون دولار) بحلول عام 2015. وأطلقت الاستراتيجية برعاية رئيس الوزراء معروف البخيت ممثلاً بوزيرة السياحية والآثار هيفاء أبو غزالة التي ألقت كلمته في احتفال أقيم للمناسبة أول من أمس. وقال البخيت: «يعتبر قطاع السياحة الأردني أحد أهم القطاعات الاقتصادية التي تدعم عجلة الاقتصاد الوطني، وبلغت مساهمته 2.4 بليون دينار في الناتج المحلي الاجمالي، كما تتضح أهميته من خلال قدرته العالية على جذب الاستثمارات السياحية بمختلف أحجامها التي تساهم في إنعاش الاقتصاد وسوق العمل ومجالات الإنشاءات العمرانية والبنى التحتية». وأضاف: «على رغم كل الإمكانات الهائلة والأدوار الفاعلة لهذا القطاع على المستويين المحلي والوطني، لا يزال يواجه كثيراً من التحديات تتمثل بعوامل عدة تعتبر في معظمها خارجية كالأوضاع والمتغيرات السياسية في المنطقة المحيطة وتأثيرها السلبي في تدفق السياح إلى الأردن، إضافة إلى الدعاية والإعلام السلبيين وتأثيرهما، وقلة الموارد المالية، ما يؤثر سلباً في الترويج والتسويق السياحيين خارجياً». وأشار إلى «أهمية الاستراتيجية كأداة منظمة لعمل قطاع السياحة عبر تحديد المسؤوليات وتوزيع الأدوار بطريقة متناغمة تضمن تكامل الأدوار تمهيداً لتحقيق الأهداف الموضوعة». أما أبو غزالة فقالت في كلمتها: «الأردن سيكون مقصداً سياحياً متميزاً يقدم تجارب سياحية متنوعة للزائر وعلى مدار السنة»، مشيرة إلى أن «الاستراتيجية الوطنية ستقوم بتوجيه القطاع السياحي نحو كيفية التغيير وتنفيذ الخطط اللازمة لرفع تنافسيته ككل، وإثراء تجربة الزائر بالابتكار في تطوير المنتج وإبراز الخدمات والمنتجات السياحية والترويج لها في شكل أفضل». ودعت إلى «إيجاد بيئة تشريعية ناظمة ترفع مستوى أداء المشاريع السياحية لإمكانات القطاع الخاص كمحرك أساسي للنمو»، مشيرة إلى أن «الأردن مستمر في تطوير المناخ الداعم للأعمال» من أجل تعزيز الاستثمارات في القطاع السياحي». ولفتت أبو غزالة إلى أن «الوزارة أطلقت حملة لتنشيط السياحة الداخلية والعربية في المواقع والمناطق السياحية والأثرية تتضمن جذب السياح العرب وتشجيعهم على زيارة الأردن والعمل من أجل جاهزية المواقع السياحية وتبسيط الإجراءات على المعابر والحدود». وتحدث في اللقاء المدير العام للوكالة الأميركية للتنمية الدولية بالوكالة كيفين رشينغ، مؤكداً أن «الوكالة ملتزمة مساعدةَ الأردن على تحقيق إمكاناته في مجال السياحة». وأوضح أن «الاستراتيجية الوطنية للسياحة الأردنية ركّزت على 4 محاور هي تعزيز التسويق والترويج السياحيين، وتطوير المنتج السياحي، وتعزيز الموارد البشرية، وتوفير إطار عمل مؤسسي وتنظيمي فعال لدعم البيئة السياحية الممكنة». وستحتل الجهود التسويقية سلم الأولويات ضمن الاستراتيجية بهدف زيادة أعداد السياح إلى 9.4 مليون، ومضاعفة عائدات السياحة الداخلية بنسبة 30 في المئة، والحد من الموسمية السياحية بحيث تتوزع العائدات السياحية بصورة متساوية على مدار السنة. على صعيد تطوير المنتج، ستتركز الجهود نحو زيادة أعداد الرحلات المقبلة بنسبة 20 في المئة خلال فترة سريان الاستراتيجية، واستكمال 20 مشروع بنية تحتية سياحية مدفوعة بالطلب، وضمان حصول كل فنادق المملكة و80 في المئة من مطاعمها على التصنيف وفق النظام الجديد. ومن ناحية سوق العمل فسيعمل القطاع على إيجاد 25 ألف فرصة عمل جديدة مباشرة في قطاع السياحة وزيادة مشاركة الإناث في القوى العاملة بنسبة 15 في المئة، وتدريب 5 آلاف طالب وطالبة في مراكز التدريب الفندقي والسياحي ال 11 التابعة لمؤسسة التدريب المهني وتطوير مهارات الضيافة لدى 40 ألف عامل في القطاع السياحي.