إسلام آباد، كابول - أ ف ب، رويترز - اعلن مسؤولون باكستانيون مقتل اربعة اشخاص يرجح انهم متمردون لدى اطلاق طائرة اميركية من دون طيار صاروخين على بلدة عزان ورساك غرب وانا كبرى مدن اقليمجنوب وزيرستان القبلي (شمال غرب) المحاذي للحدود مع افغانستان. واعتبرت هذه الغارة الاولى التي تشنها طائرة من دون طيار على منطقة القبائل منذ 12 الشهر الجاري، حين قصفت احدها سيارة ومنزلاً في اقليم شمال وزيرستان، ما اسفر عن مقتل ستة متمردين على الاقل. وكان الجيش الباكستاني شن قبل سنتين حملة عسكرية ضخمة على المتمردين الاسلاميين في الاقليم، ثم ابقى قوات فيه من دون ان يمنع ذلك استمرار نشاطات المتمردين. وجاءت الغارة وسط توتر العلاقات بين باكستانوالولاياتالمتحدة التي علقت الشهر الماضي قسم من مساعداتها العسكرية لإسلام آباد، رداً على فرض الاخيرة قيوداً على النشاط العسكري الأميركي في البلاد. وفي مؤشر جديد على تدهور العلاقات بين البلدين، فرضت باكستان اول من امس قيوداً جديدة على تنقل الديبلوماسيين الأميركيين المعتمدين في اراضيها. وتندد إسلام آباد بالغارات الأميركية التي لا تؤكدها واشنطن. ويرى مراقبون ان هذا الامر يندرج في سياق اتفاق ضمني بينهما. وفي كويتا بإقليم بلوشستان (جنوب غرب)، قتل شخصان على الأقل وجرح 3 آخرون في انفجار استهدف سوقاً للفاكهة كان يعج بالناس. وفي كراتشي (جنوب)، ارتفعت الى 17 حصيلة القتلى منذ صباح اول من امس، على رغم مساعي المسؤولين لإخماد العنف المرتبط بتوتر عرقي وديني في المدينة التي تضم الميناء الرئيسي والبورصة والبنك المركزي، والذي أدى الى مقتل حوالى 200 شخص الشهر الماضي فقط، ما جعله اكثر الأشهر دموية منذ نحو 20 سنة. واعلن مسؤول كبير في الشرطة طلب عدم نشر اسمه ان «العنف له دوافع سياسية وعرقية لذا لا بدّ أن يكون الحل سياسياً أيضاً». وأضاف: «رأينا مبادرة سلام من الحكومة والأحزاب السياسية، لكنني أعتقد بأن الاطراف المعنية لا بدّ أن تكون أكثر صدقاً في مساعيها لاستعادة السلام». وقال شرجيل ميمون وزير الإعلام في إقليم السند وعاصمته كراتشي، إن «جهود السلام مستمرة، وكل الأطراف المعنية مشتركة فيها. لكن البعض لا يريد السلام في كراتشي». ويسكن غالبية المناطق المتضررة من العنف البشتون و»المهاجرون» الذين فروا من الهند بعد تقسيم شبه القارة الهندية عام 1947. لكن مسؤولين محليين لم يستطيعوا توضيح سبب موجة القتال الاكثر حداثة التي اندلعت منذ مطلع تموز (يوليو) في منطقة أورنكي غرب كراتشي. وسيطرت قوات أمنية لاحقاً على أورنكي، لكن العنف امتد إلى اجزاء أخرى من المدينة التي يسكنها أكثر من 18 مليون نسمة، والتي اعلنت مفوضية حقوق الإنسان الباكستانية أن 1138 شخصاً قتل فيها خلال الشهور الستة الاولى من السنة الحالية، بينهم 490 في عنف سياسي وعرقي وطائفي. على صعيد آخر، قال رئيس هيئة الأركان المشتركة في الجيش الأميركي الأميرال مايك مولن في مؤتمر صحافي عقده في كابول ان متشددي «شبكة حقاني» المعادية للولايات المتحدة يجدون صعوبة في دخول افغانستان، لكنه حذر من ان مخابئهم الآمنة في باكستان لا تزال تمثل خطراً على جهود الحرب المستمرة منذ عشر سنوات. وتشك الولاياتالمتحدة في احتفاظ اجهزة الاستخبارات الباكستانية بعلاقات مع «شبكة حقاني» باعتبارها تشكل وسيلة للحفاظ على نفوذها في حال حدوث تسوية سياسية مستقبلية في افغانستان. ولا تهاجم «شبكة حقاني» التي تتخذ من اقليم شمال وزيرستان القبلية مقراً لها باكستان، فيما يرى مسؤولون عسكريون في الحلف الاطلسي (ناتو)، أن فرصة القضاء على التهديد الذي تمثله «شبكة حقاني» ضئيلة جداً. وقال مسؤول في الحلف: «إذا حدث شيء على الجانب الآخر من الحدود وخفضت هذه الملاذات، فهذا أمر عظيم، لكننا لا نعتمد على ذلك، ونحاول بناء قدرات الافغان كي يستطيعوا التعامل مع هذا الأمر».