افتتح الرئيس الافغاني حميد كارزاي أمس، مجلس السلام الذي انشأه للتوصل الى اتفاق سلام مع حركة «طالبان» وباقي الجماعات المتشددة التي تحارب ادارته منذ اكثر من تسع سنوات، في وقت تحدثت صحيفة «ذي غارديان» البريطانية عن اجراء كابولوواشنطن اتصالات بمتمردي «شبكة حقاني»، الخصم اللدود لقوات حلف شمال الاطلسي (ناتو) في افغانستان. وأكد كارزاي ان «كل ولاية وكل اقليم وكل قرية تترقب الجهود التي سيبذلها المجلس الاعلى للسلام ونتائجها» عبر فتح قنوات حوار مع المتمردين، فيما نقلت صحيفة «ذي غارديان» عن مصادر باكستانية وعربية ان كابول شاركت هذا الصيف في مفاوضات مباشرة مع مسؤولين في «شبكة حقاني»، وان واشنطن اجرت اتصالات غير مباشرة مع الشبكة عبر وسطاء غربيين العام الماضي. ووصفت الصحيفة المفاوضات بين «شبكة حقاني» التي تتمركز في اقليم شمال وزيرستان القبلي شمال غرب باكستان وتشن الهجمات الاكثر دموية في افغانستان، بأنها «خجولة جداً»، كاشفة ان الشبكة تعتبر أن التوصل الى تسوية عبر الحوار هي الحل الافضل للنزاع الافغاني. واعلن ديبلوماسي شارك في المفاوضات ان سراج الدين حقاني، القائد العسكري للشبكة التي اسسها والده جلال الدين، يدرك انه سيخسر نفوذه اذا لم ينضم الى عملية السلام. وكانت صحيفة «واشنطن بوست» اشارت الاربعاء، الى ان «شبكة حقاني» لم تشارك في محادثات سرية رفيعة المستوى حول سبل انهاء الحرب استهلتها اخيراً حركة «طالبان» مع حكومة الرئيس الافغاني. في المقابل، افادت صحيفة «وول ستريت جورنال» بأن جهاز الاستخبارات العسكرية الباكستانية (أي اس أي) يضغط على «طالبان» الافغانية لعدم المشاركة في مفاوضات سلام، وانه حض الحركة على تكثيف هجماتها لاستهداف القوات الحكومية والاجنبية والمدنيين ايضاً. وصرح قائد «طالباني» في ولاية كونار للصحيفة بأن عناصر في الجهاز «هددوا باعتقال قادة الحركة الذين لا يمتثلون لأوامرهم التي تقضي ببث الرعب لدى الناس». لكن مسؤول باكستاني ألمح الى محاولة تحويل «أي اس أي» الى كبش فداء. يأتي ذلك وسط اجواء من الريبة تسود العلاقات بين واشنطن واسلام آباد، بعدما افاد تقرير اصدره البيت الابيض بأن القوات الباكستانية تتجنب خوض «مواجهات مباشرة» مع «طالبان» الافغانية ومقاتلي «القاعدة»، فيما أكدت وزراة الخارجية الباكستانية ان تكثيف الغارات الجوية التي تشنها طائرات اميركية بلا طيار في مناطق القبائل، امر «غير مفهوم وغير مبرر»، على رغم ربط واشنطن العمليات بإحباط مخطط مزعوم لشن هجمات في اوروبا. ميدانياً، قتل جندي الماني وجرح ستة آخرون في عملية انتحارية نفذت بولاية بغلان شمال افغانستان، ما رفع الى 564 عدد الجنود الاجانب الذين قتلوا في البلاد هذه السنة، في الحصيلة الأسوأ للقوات الاجنبية في افغانستان منذ اطاحة نظام «طالبان» نهاية العام 2001. وفي مدينة كراتشيجنوبباكستان، قتل 10 اشخاص على الاقل، لدى تفجير انتحاريين اثنين شحنتين ناسفتين داخل مزار صوفي مكتظ. وفي تصريح لمحطة «سي ان ان»، اعلن قائد اركان الجيوش الاميركية مايكل مولن ان مصير زعيم «القاعدة» اسامة بن لادن ومساعده ايمن الظواهري سيكون الاعتقال او القتل، و»هو ما سيحصل في وقت ما لتحقيق نهاية مهمة». وزاد: «اضعفنا القاعدة جداً خلال العامين او الاعوام الثلاثة الاخيرة، لكننا لا نستطيع القول ان خطرها زال، لذا نريد زيادة الضغط والسعي الى قتل قائدي القاعدة الرئيسين او اعتقالهما».