أبدى الرئيس الأوكراني الجديد بيترو بوروشينكو استعداده لإجراء محادثات مع الانفصاليين في شرق البلاد، إذا وافقوا على إلقاء أسلحتهم. ونقل المكتب الإعلامي للرئيس عنه قوله لحاكم منطقة دونيتسك (شرق) سيرغي تاروتا: «لا استبعد إجراء محادثات مائدة مستديرة مع كل الأطراف، لكننا لا نحتاج الى مفاوضات من أجل المفاوضات. يجب أن تكون خطتنا للسلام على أساس تعزيز تهدئة الصراع، وعلى الإرهابيين إلقاء أسلحتهم». في المقابل اتهم كوستانتين دولغوف، المكلف حقوق الانسان في وزارة الخارجية الروسية، السلطات الاوكرانية باستخدام اسلحة «محظورة» في شرق البلاد، وذلك بعد حديث وسائل اعلام رسمية روسية عن استخدام قنابل حارقة في بلدة سيمينوفكا قرب سلافيانسك احد معاقل الانفصاليين، وهو ما نفته كييف. وكتب دولغوف على تويتر: «القوات الأوكرانية والنازيون الجدد يستخدمون اسلحة محظورة ضد سكان سلافيانسك، ويطلقون النار على مدنيين خلال فرارهم ويقتلون اطفالاً». وأضاف: «ترتكب كييف جرائم متكررة ضد الانسانية في حق المدنيين جنوب شرقي البلاد، ولا بد من فتح تحقيق ومعاقبة المذنبين». وفي 30 ايار (مايو) الماضي، اتهمت لجنة تحقيق روسية اوكرانيا بانتهاك معاهدة جنيف التي ابرمت عام 1949 لحماية المدنيين، وأكدت انها جمعت ادلة وانها ستفتح تحقيقاً حول «اللجوء الى وسائل واساليب حربية محظورة». وصرح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بأن موسكو ستقدم مشروع قرار امام مجلس الامن حول «عدم حصول اي تقدم في جهود تهدئة العنف شرق اوكرانيا، ووقف المواجهات بدءاً بوقف كييف العملية القمعية»، وهو ما ابلغه لنظيره الأميركي جون كيري، في اتصال هاتفي. وأكد لافروف أهمية المحادثات المباشرة بين كييف والانفصاليين، والحاجة الى تخفيف المشاكل الانسانية جنوب شرقي اوكرانيا، معلناً دعمه مع كيري جهود منظمة الأمن والتعاون في أوروبا لنزع فتيل الأزمة. لكن الولاياتالمتحدة تنشر في هدوء قوات اضافية لتدريب قوات خاصة في دول الاتحاد السوفياتي السابق القلقة من نيات موسكو، وستحتفظ في شكل دائم بعشرات من قواتها الخاصة على الارض في دول الحلف الأطلسي (ناتو) القريبة من روسيا، مع وجود فرق تعمل في دول عدة. وقال الناطق باسم قيادة العمليات الخاصة في اوروبا الكولونيل نيك ستيرنبرغ: «التدريب مع شركائنا في دولهم شيء فعلناه دائماً. اما الفارق الآن فيتمثل في اننا سنحتفظ بوجود متواصل لقوات العمليات الخاصة في مسرح العمليات على امتداد الجبهة الشرقية للحلف في هذه المهمة التدريبية». وزاد: «لن تتمركز القوات في شكل دائم في أي دولة شرق أوروبا، ولن تكون لها قواعد دائمة هناك».