بعد أن حاصرت سكان حي الفاروق مدة أسبوع كامل، اختفت بشكل مفاجئ صهاريج الديزل التابعة للمحطة الرابعة لشركة الكهرباء أول من أمس، ولكن عدداً من سكان الحي أشاروا إلى أن مشاجرة بين شبان الحي وسائقي الصهاريج ربما كانت السبب في ذلك، وأنهم يتخوفون من عودتها مرة أخرى إلى الموقع، خصوصاً أنها غادرت فجأة ومن دون قرار رسمي. وذكر أحد سكان الحي عبدالرحمن العلي أنه تفاجأ من اختفاء الصهاريج تماماً من شوارع الحي، إذ كانت تقلق السكان وتزعجهم برائحتها التي كانت تشكل خطراً على الجميع، وأنها خلفت بعضاً من القاذورات بسبب أكل السائقين ونومهم في ذلك المكان، وقال ل«الحياة»: «إنني متأكد من عودتها مرة أخرى إلى نفس المكان، وسنعود إلى المعاناة نفسها واستنشاق رائحة الديزل، ولكن سكان الحي اتفقوا في حال عادة الصهاريج إلى موقعها مرة أخرى سنلجأ للمجلس البلدي وتقديم شكوى رسمية، إضافة إلى العودة واللجوء للإعلام». وفي رد على تبريرات شركة الكهرباء لتكدس تلك الصهاريج، أوضح عضو المجلس البلدي الدكتور عمر باسودان أن المجلس البلدي لم يقتنع بأي حال في عذر الشركة السعودية للكهرباء، التي عزت التكدس إلى منع دوريات المرور للشاحنات المتجهة إلى المحطة التي تأتي محملة بالديزل، وأنه يجري حجزها قبل دخولها الرياض، ما يترتب عليه تراكم الشاحنات في الحجز، ثم تتوافد بشكل كبير للمحطة عند السماح لها بالتحرك، مشيراً إلى أن دوريات الأمن والمرور تقوم باحتجاز الشاحنات من فترة ليست بالقصيرة، وهذا التكدس لم يأت إلا قبل أسبوع، ولو أن هذا الحجز هو الذي يسبب هذه المشكلة فلماذا لم تحدث من قبل؟ وأنه يتخوف من عودة الصهاريج للحي مرة أخرى، وأنه على الشركة سرعة إيجاد الحل المناسب للتكدس. من جانبه، لفت الناطق الإعلامي باسم مديرية الدفاع المدني بمنطقة الرياض النقيب محمد التميمي إلى أنهم مهتمون بموضوع تكدس تلك الصهاريج، وأنه تم توجيه وحدات لحي الفاروق للتهيؤ التام لما قد يحدث من مخاطر محتملة جراء تواجد تلك الصهاريج بتلك الأعداد الكبيرة، مشيراً إلى أن المسؤولية في دخول وخروج الشاحنات للمدن تقع تحت جهاز المرور، الذي يحدد الأوقات التي يسمح فيها لناقلات الوقود بالدخول داخل المدن، وفقاً للائحة تشغيل محطات الوقود الصادرة عن وزارة الشؤون البلدية. وكانت «الحياة» نشرت أول من أمس نشرت أن نحو 80 صهريجاً محملة بالوقود تخنق حي الفاروق، بتشكيلها رتلاً أمام محطة توليد الكهرباء الرابعة، التي لا تكفي ساحتها أصلاً إلا لوقوف 20 صهريجاً فقط، وأنها المحطة الوحيدة التي لا تزال تعمل على وقود الديزل، في ما تعمل الأخريات على الغاز.